مع انتهاء القمة 106 بالتعادل السلبي بين الأهلي والزمالك الخميس ضمن منافسات الدوري المصري لكرة القدم تباينت ردود الفعل بين الجهاز الفني لكل من الفريقين وجماهيرهما.وبينما شعر كل من الجهازين الفنيين بالارتياح بعد هذا التعادل خرجت الجماهير غير راضية عن المباراة. الجهاز الفني للأهلي رأى أن التعادل مع الزمالك في ظل الظروف الصعبة التي حاصرت أبناء الرداء الأحمر في الفترة الماضية يمثل نتيجة جيدة ونقطة انطلاق رائعة نحو استعادة الانتصارات ومكانة الأهلي في صدارة جدول المسابقة. كما رأى حسام حسن المدير الفني للزمالك أن التعادل كان نتيجة جيدة في ظل غياب عدد من العناصر المؤثرة في فريقه مثل المهاجم عمرو زكي وحسين ياسر المحمدي بالإضافة إلى أن التعادل أبقى فريقه على قمة جدول المسابقة بفارق ست نقاط أمام منافسه التقليدي الأهلي حامل اللقب. وفي المقابل ، رأى مشجعو الأهلي أن فريقهم أهدر فرصة الفوز على الزمالك بعدما تسيد المباراة تماما بينما أعرب مشجعو الزمالك عن غضبهم من عدم ظهور فريقهم بمستواه المعهود وفشله مجددا في تحقيق الفوز على الأهلي والذي كان من شأنه توسيع الفارق بين الفريقين إلى تسع نقاط. لكن الحقيقة المؤكدة التي لا يختلف عليها اثنان أن المباراة كشفت عن عورة جديدة في كرة القدم المصرية وأزمة حقيقية يعاني منها القطبان الكبيران وينتظر أن يعاني المنتخب المصري من آثارها في الفترة المقبلة. وأكدت المباراة أن الفريقين الكبيرين يفتقدان لوجود الهداف القناص الحقيقي القادر على هز الشباك من أنصاف الفرص وذلك في ظل غياب كل من عمرو زكي في الزمالك وعماد متعب ومحمد فضل في الأهلي. وغاب عمرو زكي عن صفوف الزمالك منذ فترة طويلة بسبب الإصابة ورغم نجاح الفريق في تسجيل 28 هدفا في 14 مباراة خاضها في الدوري المصري حتى الآن ، أظهرت بعض مباريات الفريق أنه يعاني أمام مرمى المنافسين ولا يجد القناص الذي يحافظ على مستواه ثابتا في المباريات مما جعل فوز الفريق في عدد من هذه المباريات يتأخر حتى اللحظات الأخيرة من المباريات. وفي غياب زكي ، استحوذ زميله محمود عبد الرازق (شيكابالا) قائد خط الوسط وصانع ألعاب الفريق على صدارة هدافي الزمالك والدوري المصري برصيد تسعة أهداف مستفيدا بذلك من مهاراته في التسديد القوي من مسافات بعيدة ومن الضربات الحرة ومن أهدافه الثلاثة التي أحرزها في لقاء الفريق أمام الاتحاد السكندري. ورغم أهدافه التسعة في 14 مباراة خاضها الزمالك حتى الآن ضمن فعاليات الدوري المصري هذا الموسم ، لم يكن شيكابالا ذلك الهداف القناص الذي يحتاجه فريق مثل الزمالك أمام مرمى منافسيه. وفي نفس الوقت كان المركز الثاني في قائمة هدافي الزمالك هذا الموسم من نصيب المهاجم أحمد جعفر برصيد أربعة أهداف وهو رصيد هزيل للغاية بالنسبة لمهاجم فريق مثل الزمالك ، ويتساوى معه في الرصيد محمود فتح الله مدافع الفريق.وفي المقابل ، تبدو المشكلة أكبر بالنسبة للأهلي الذي افتقد هذا الموسم لوجود المهاجم القناص الذي يمكنه ترجمة هجمات الفريق أمام مرمى المنافسين وذلك على الرغم من وجود أكثر من مهاجم في صفوف الفريق ولكن وجودهم كان اسميا فقط. ومنذ رحيل المهاجم الأنجولي فلافيو إلى الشباب السعودي وابتعاد عماد متعب عن صفوف الفريق بسبب الإصابة وانتهاء عقده مع الفريق ، لم يجد الأهلي من يعتمد عليه بشكل جيد أمام مرمى المنافسين. وظهر الليبيري فرانسيس دو فوركي بعيدا عن المستوى الذي ينشده فريق الأهلي صاحب نصيب الأسد من الألقاب على المستويين المصري والأفريقي كما طاردت الإصابات فرانسيس وزميله محمد فضل ولم يظهر زميلهما الشاب محمد طلاعت بالمستوى المنتظر منه هذا الموسم وكذلك في مباراة القمة أمس والتي تولى فيها قيادة هجوم الفريق. كما غاب أسامة حسني عن هجوم الفريق على مدار الموسم الحالي تارة للإصابات وتارة أخرى لرؤية الجهاز الفني بينما لم يكن محمد ناجي (جدو) بالمستوى الذي يستحق عليه الضجة التي أثيرت بشأن انتقاله من الاتحاد السكندري إلى الأهلي. كل هذه الأمور أكدت مع غياب الأهداف عن لقاء القمة أن الفريقين يفتقدان لوجود المهاجم الجيد في غياب زكي ومتعب.ورغم اقتراب عودة كل منهما إلى صفوف فريقه مع استئناف فعاليات الدوري المصري بعد دورة حوض النيل الودية في القاهرة ، فإن الأزمة لن تزول بشكل نهائي لأن الفريقين يفتقدان للبديل الهجومي الكفء وهو ما تعاني منه باقي الأندية المصرية.وبالنظر إلى قائمة هدافي الدوري المصري هذا الموسم يتبين أن أبرز المهاجمين الهدافين بعد استثناء شيكابالا بصفته لاعب خط وسط هو أحمد عبد الظاهر مهاجم إنبي والذي سجل ثمانية أهداف مقابل رستة أهداف فقط لأحمد سمير فرج لاعب خط وسط الإسماعيلي وخمسة أهداف لكل من حسين حمدي مهاجم المقاصة وأحمد بلال مهاجم سموحة وعبد الله السعيد مهاجم الإسماعيلي ومحمد أبو تريكة لاعب خط وسط الأهلي. وفي المقابل يبرز في المراكز العشرة بقائمة هدافي المسابقة المهاجم الكاميروني أوتوبونج نجم الاتحاد السكندري برصيد ثمانية أهداف والبوركيني عبد الله سيسيه مهاجم المصري برصيد ستة أهداف والنيجيري بوبا مينسواه مهاجم اتحاد الشرطة برصيد خمسة أهداف مما يعني تواجدا قويا للمهاجمين الأفارقة في قائمة أبرز الهدافين. وفي ظل غياب القناص الكفء في كل من الأهلي والزمالك والإسماعيلي باعتبار هذه الفرق الثلاثة هي المصدر الأساسي للاعبي المنتخب المصري سيواجه أحفاد الفراعنة بالتأكيد أزمة حقيقية في الفترة المقبلة خاصة وأن كلا من أحمد علي مهاجم الإسماعيلي وأحمد عبد الظاهر وغيرهم من مهاجمي الفرق الأخرى ليسوا بنفس مستوى زكي ومتعب وما زالوا بحاجة إلى الخبرة. وأصبح الأمل الوحيد لدى القطبين الكبيرين ومنتخب مصر هو ظهور مواهب جديدة من المهاجمين الشبان أو الاستعانة بالمهاجمين المتميزين من الفرق الصغيرة ومنحهم الخبرة التي تساعدهم على قيادة الفريقين والمنتخب.