رعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء امس الحفل الذي أقامته ندوة الرفاعي " ندوة الوفاء " بمناسبة مرور خمسين عاماً على انشائها من قبل الأستاذ / عبدالعزيز الرفاعي - رحمه الله - وذلك بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض . وقد بدئ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم ألقى عميد ندوة الوفاء أحمد بن محمد باجنيد كلمة قال فيها "إن من فضل الله علي أن يسر لي ارتياد ندوة الشيخ عبد العزيز الرفاعي، ولقد كان شوقي لها يدفعني إلى الاجتهاد لحضورها" . وأضاف أن كل من كان يرتاد ندوة الشيخ عبدالعزيز الرفاعي يشعر بأنه ضيف الشرف لحسن استقبال الشيخ وبشاشة وجه وكريم خلقه، وكم كنا نأسف ونحزن على انقطاع الندوة عند سفره خاصة مع كثرة سفره في آخر سنتين قبل وفاته. وتابع "إن هذه الندوة المباركة قد أضافت لي الكثير فهي السبب في تعرفي على كوكبة كبيرة من أهل الفضل والعلم. وختم باجنيد كلمته بالشكر لكافة رواد الندوة ومن حاضر فيها ، وخص بالشكر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة على رعايته الكريمه لهذا الحفل وهو أحد رواد ندوة الرفاعي ومن الأوفياء لها. بعد ذلك ألقيت كلمة أسرة الرفاعي ألقاها نيابة عنهم علاء بن عبد العزيز الرفاعي استعرض فيها بدايات الندوة في مكةالمكرمة ، ثم انتقالها إلى مدينة الرياض في دار عبدالعزيز الرفاعي عام 1382ه . وقال إنه كان يتردد عليه العديد من الأدباء والمثقفين. ثم القى الدكتور عائض الردادي كلمة استعرض فيها مسيرة الندوة الثقافية التي قال انها تعد نموذجاً لمجالس الأدب والثقافة في المملكة العربية السعودية . وبين أن الندوة التي امتدت مسيرتها خمسين عاما أضافت الكثير للحراك الثقافي وأسهمت في تنوعه وكان لها بصمه واضحة على كل من شارك فيها . بعد ذلك القى الدكتور عبد القدوس أبو صالح كلمة استعرض فيها موضوعات الندوة ومنهجيتها . ثم القى عبد الرحمن بن فيصل المعمر كلمة الرواد الأوائل للندوة بين فيها الشيخ عبد العزيز الرفاعي كانت لديه أحلام ومشاريع كثر حول الشأن الثقافي. عقب ذلك ألقى عمر بن حامد الجيلاني كلمة محاضري الندوة عبر فيها عن عظيم البهجة بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها . ثم ألقى الدكتور حيدر الغدير قصيدة شعرية لأحد الرواد الأوائل، أعقبها قصيدة شعرية للشاعر حسين بن محمد باجنيد. ثم القى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة رحب فيها بالمشاركين في هذا الاحتفاء. وقال: " تحتم علي هذه الفرصة الطيبة للمشاركة معكم في الاحتفال بمرور خمسين عاما على تأسيس " ندوة الرفاعي " ، هذه الندوة التي تعد من معالم الحياة الأدبية والثقافية في المملكة العربية السعودية ، وهي فرصة مباركة لكي نستعيد معا سيرة رجل أجمع على نبله وسمو أخلاقه كل من اتصل به بسبب ، وهو الشاعر والأديب والمؤرخ والمحقق الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الرفاعي - رحمه الله - ". وأشار معالي الدكتور خوجة إلى أن هذه الندوة الأدبية والثقافية التي كانت بالنسبة لأجيال من الأدباء والمثقفين عاملا مهما في تكوينهم الثقافي والفكري ، ولا غرابة في ذلك ، فهذه الندوة أسست لجملة من القيم والمعاني الأدبية التي شاعت في طول البلاد العربية وعرضها ، وكانت ، بلا مبالغة ، مجمعا علميا ولغويا ، وناديا شعريا ، حط في ركابه ألمع رموز الثقافة العربية العريقة في العصر الحديث ، وأصبح روادها حفيين بها ، مستمسكين بها ، وكأنها ميراث ينبغي الحفاظ عليه ورعايته . وقال معالي وزير الثقافة والإعلام : " ما بين عام 1382ه الى عامنا هذا 1432ه خمسون عاماً من العمل الثقافي الجاد الذي كان يحلم به أديبنا الكبير عبدالعزيز الرفاعي - رحمه الله - حين أسس هذه الندوة الثقافية العظيمة ، وأحسب أنه يشكركم على رعايتكم الكريمة لهذه الندوة التي آمل لها الاستمرار من بعده ، ، فها هي ذي " ندوة الرفاعي " تشمخ في سماء الرياض بكم وبأعلام المثقفين السعوديين والعرب ، وها نحن ، بعد ثمانية عشر عاما من وفاة مؤسس هذه الندوة عام 1414ه نؤكد استمرارها ونماءها كما أراد لها - رحمه الله - . وأشار معاليه الى أن إصرار أصدقاء الشيخ عبدالعزيز الرفاعي على استمرار هذه الندوة والاحتفاء بها ، إنما هو احتفاء بالمعاني العظيمة التي دارت عليها طوال عقود من الزمان ، ، ويكفي أنها ، في خمسين عاما ، استضافت جمهرة محترمة من أبرز العلماء والمثقفين العرب ، وكان دستورها العلمي والثقافي أن يكون الحديث تلقائيا ، قد يبدأ بقصيدة ، أو رأي في مقالة أو كتاب ، ثم يقوى النقاش ويصل الى ذرى من العلم والمعرفة التي عز نظيرها في كثير من الأمكنة . إثر ذلك كرم معالي الدكتور عبد العزيز خوجة عددا من رواد الندوة القدماء الذين أثروها وحاضروا فيها وخدموها ، كما تسلم معاليه درعاً تذكارياً بهذه المناسبة من الشيخ أحمد بن محمد باجنيد عميد الندوة . حضر الحفل جمع من الادباء والمثقفين والمهتمين . يذكر أن الأستاذ / عبدالعزيز الرفاعي - رحمه الله - قد ولد عام 1342ه في أملج ثم انتقل مع أسرته الى مكةالمكرمة وهو ابن عشرة أعوام. والتحق بصفوف الدراسة في مدرسة الصفاء التحضيرية ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية العزيزية ، ثم دخل المعهد العلمي السعودي سنة 1358ه واتجه بدراسته نحو الدراسات الأدبية والذاتية. وكان يحضر الحلق والدروس التي تعقد بالمسجد الحرام في النحو والتفسير وغيرها . وكان الرفاعي يسعى إلى تثقيف نفسه بالقراءة والاطلاع حيث تعرف على مجلة الرسالة وأعجب بها ، وعن طريقها تعرف على كبار كتابها من أمثال مصطفى صادق الرافعي والزيات وغيرهم. وتنقل الأستاذ / عبدالعزيز الرفاعي في عدد من الوظائف كان آخرها مديرا عاما للشعبة السياسية بديوان مجلس الوزراء ثم مستشارا بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة الى عام 1401ه . و أصدر رحمه الله العديد من المؤلفات الأدبية والتاريخية وأدب الرحلات، بالإضافة إلى المكتبة الصغيرة التي أصدر منها أربعة أعداد ثم فتح المجال لغيره من الأدباء وأصحاب الأقلام السعودية والعربية والإسلامية حتى وصت إلى 55 كتابًا . ولم يتوقف قلم الرفاعي عند ذلك الحد من المؤلفات ، وقد توفي - رحمه الله - عام 1414 ه .