رعى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أول من أمس، الحفلة التي أقامتها ندوة الرفاعي «ندوة الوفاء» بمناسبة مرور 50 عاماً على انشائها على يد الأديب عبدالعزيز الرفاعي، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. وأوضح وزير الثقافة والإعلام أن ندوة «الرفاعي» أسست لجملة من القيم والمعاني الأدبية التي شاعت في طول البلاد العربية وعرضها، وأشار الوزير إلى أنها كانت بلا مبالغة، مجمعاً علمياً ولغوياً، ونادياً شعرياً، حط في ركابه ألمع رموز الثقافة العربية العريقة في العصر الحديث، وأصبح روادها حفيين بها، مستمسكين بها، وكأنها ميراث ينبغي الحفاظ عليه ورعايته. وقال خوجة: «تحتم علي هذه الفرصة الطيبة للمشاركة معكم في الاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيس «ندوة الرفاعي»، هذه الندوة التي تعد من معالم الحياة الأدبية والثقافية في المملكة العربية السعودية، وهي فرصة مباركة لكي نستعيد معاً سيرة رجل أجمع على نبله وسمو أخلاقه كل من اتصل به بسبب، وهو الشاعر والأديب والمؤرخ والمحقق الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الرفاعي - رحمه الله -». وأضاف: «ما بين عام 1382ه الى عامنا هذا 1432ه 50 عاماً من العمل الثقافي الجاد الذي كان يحلم به أديبنا الكبير عبدالعزيز الرفاعي - رحمه الله - حين أسس هذه الندوة الثقافية العظيمة، وأحسب أنه يشكركم على رعايتكم الكريمة لهذه الندوة التي آمل لها الاستمرار من بعده، فها هي «ندوة الرفاعي»، تشمخ في سماء الرياض بكم وبأعلام المثقفين السعوديين والعرب، وها نحن بعد 18 عاماً من وفاة مؤسس هذه الندوة عام 1414ه نؤكد استمرارها ونماءها كما أراد لها». وأشار الى أن إصرار أصدقاء الشيخ عبدالعزيز الرفاعي على استمرار هذه الندوة والاحتفاء بها، إنما هو احتفاء بالمعاني العظيمة التي دارت عليها طوال عقود من الزمان، ويكفي أنها في 50 عاماً، استضافت جمهرة محترمة من أبرز العلماء والمثقفين العرب، وكان دستورها العلمي والثقافي أن يكون الحديث تلقائياً، قد يبدأ بقصيدة، أو رأي في مقالة أو كتاب، ثم يقوى النقاش ويصل الى ذرى من العلم والمعرفة التي عز نظيرها في كثير من الأمكنة. وألقى عميد ندوة الوفاء أحمد بن محمد باجنيد كلمة قال فيها: «إن من فضل الله علي أن يسر لي ارتياد ندوة الشيخ عبدالعزيز الرفاعي، ولقد كان شوقي لها يدفعني إلى الاجتهاد لحضورها»، وأضاف أن كل من كان يرتاد ندوة الشيخ عبدالعزيز الرفاعي يشعر بأنه ضيف الشرف لحسن استقبال الشيخ وبشاشة وجه وكريم خلقه، وكم كنا نأسف ونحزن على انقطاع الندوة عند سفره خصوصاً مع كثرة سفره في آخر سنتين قبل وفاته، وتابع: «إن هذه الندوة المباركة قد أضافت لي الكثير فهي السبب في تعرفي على كوكبة كبيرة من أهل الفضل والعلم». وألقيت كلمة أسرة الرفاعي، ألقاها نيابة عنهم علاء بن عبدالعزيز الرفاعي، استعرض فيها بدايات الندوة في مكةالمكرمة، ثم انتقالها إلى مدينة الرياض في دار عبدالعزيز الرفاعي عام 1382ه. وفي نهاية الحفلة، كرم الدكتور عبدالعزيز خوجة عدداً من رواد الندوة القدماء الذين أثروها وحاضروا فيها وخدموها، كما تسلم درعاً تذكارية بهذه المناسبة من الشيخ أحمد بن محمد باجنيد عميد الندوة.