تصوير متعب الهتاني ونحن نواصل لقاءاتنا مع القناصل العامين في جدة خلال هذا الشهر الفضيل شهر الخير والرحمة والغفران توجهنا إلى القنصلية السودانية العامة في جدة ضيوفاً على السفير فضل عبدالله فضل القائم بأعمال القنصل العام .. وعن مسيرة عمله في المجال القنصلي وحياته في جدة التي يستعد لمغادرتها في القريب وعن استقبال السودانيين لشهر رمضان وحياتهم في أيامه ولياليه يحدثنا السفير فضل عبدالله بقوله : ٭اسمي فضل عبدالله فضل عملت في وزارة الخارجية بالخرطوم ثم في دولة قطر ..وفي بريطانيا وفي جمهورية مصر العربية وأخيراً في القنصلية العامة لجمهورية السودان بجدة - وأنا - في الواقع القائم بالأعمال بالإنابة وكنقصل عام بالإنابة لحين وصول قنصل عام سوداني جديد عما قريب ..وتقريباً امتد عملي في هذا المجال عشرين سنة ونحن نتبع نظاماً معيناً للعمل خارج السودان ..وهو قضاء أربع سنوات في أي بلد تنقل إليه وقد أمضيت أربع سنوات في الدوحة وأربع سنوات في لندن وثلاث سنوات في القاهرة وهذه هي السنة الرابعة لي في مدينة جدة . الحياة القنصلية في جدة ٭وعن أعداد أفراد الجالية السودانية في جدة يقول محدثنا : - بصراحة لا توجد أرقام محددة حول اعداد الجالية السودانية في جدة ولا إحصاء دقيق ولكن الوجود السوداني في المنطقة الغربية خاصة في جدةومكةالمكرمة والمدينة المنورة قديم جداً كما هو معلوم بحكم الصلات التاريخية والارتباط بالأراضي المقدسة والكثافة العالية للسودانيين المقيمين في المملكة نجدها في المنطقة الغربية بشكل عام، وهناك تقديرات بأن العدد ربما كان مئات الألوف وهناك من يقدر عددهم بما يتجاوز النصف مليون شخص ولكن في الحقيقة لا يوجد احصاء دقيق ولكن توجد اعداد كبيرة فعلاً من السودانيين في المنطقة الغربية من المملكة . علاقة القنصلية بأبنائها ٭علاقة القنصلية السودانية بالجالية السودانية بالمنطقة الغربية تتم من خلال مجلس تنسيق الجاليات فلدينا مجلس للتنسيق بين الجاليات في المنطقة الغربية ويشمل تبوك وجيزان والطائف والباحة وجدةومكةالمكرمة وفي كل هذه المناطق توجد مجالس تنسيق للجالية وهناك مجلس أعلى يضم هذه الكيانات ويتم التنسيق من خلاله والحمد لله علاقتنا بهم تكاد تكون يومية وهناك اتصال يومي مباشر والعمل يتم بشكل منظم ومتواصل على مدار اليوم . أما علاقتنا في القنصلية السودانية بفرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة وبالسفير محمد الطيب فهي علاقة متميزة جداً وعلاقتنا جيدة مع السلطات السعودية بشكل عام والتي تولي السودانيين رعاية خاصة، وهذا أمر معروف منذ سنوات طويلة بحكم الجوار وبحكم تواجد السودانيين في هذه البلاد الطاهرة منذ سنين طويلة فهم يتمتعون برعاية خاصة من حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله وكل المسؤولين في المملكة . أما فرع وزارة الخارجية فهو الذي يشرف على العمل الدبلوماسي والقنصلي في المنطقة الغربية وتربطنا به صلات وثيقة جداً ونتمتع والحمد لله برعاية و اهتمام كبيرين من السفير محمد الطيب ومن كل الاخوة العاملين في فرع وزارة الخارجية بالمنطقة الغربية . رمضان في السودان الشقيق ٭وحول استقبال شهر رمضان المبارك في السودان الشقيق يتحدث سعادته بقوله : - عادة يستقبل السودانيون شهر رمضان المبارك بفيض من الشوق والاستعداد حيث تقوم الأسر باعداد المشروبات والمأكولات التي يفضلها السودانيون خلال الشهر الكريم مثل مشروب " الحلو مر " كما يتم تجديد أواني الطبخ ومن العادات في رمضان قيام الأسر المتجاورة بالتجمع في الساحات العامة والشوارع والمساجد لتناول الافطار الجماعي والفكرة التحسب لعابري الطريق الذين يدركهم الوقت قبل وصولهم الى منازلهم ولا يترك هؤلاء إلا أن يتناولوا الافطار وهذه الظاهرة ما تزال موجودة في السودان في الأرياف وحتى في المدن حيث يحمل كل فرد افطاره الى حيث مكان التجمع ويرحبون بكل الضيوف عابري السبيل ..ومن الأكلات المشهورة في رمضان ابرزها " العصيدة " و " القراصة " وهو قرص يخبز من عجين القمح أما العصيدة فهي غالباً من الذرة أو الدخن وتجهز بحيث يتم تناولها مع الايدام الذي يسمى في السودان " الملاح " وهو غالباً من البامية المجففة أو الروب أو النعيمية . وعندنا أيضاً ما يسمى ب " البليلة " وهي أنواع من البقوليات المسلوقة من الحمص واللوبيا وفي أيام عيد الفطر يحرص السودانيون على شراء الملابس الجديدة وتنظيف الشوارع والميادين والمنازل كما يحرصون على زيارة المقابر للدعاء بالرحمة للموتى وتبادل الزيارات وصلة الأرحام . وفي نهاية اللقاء قال القائم بأعمال القنصل العام السوداني : بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك انتهز هذه السانحة لأهنئ الجالية السودانية في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية والشعب السعودي الشقيق الذي نقيم على أرضه المعطاءة وكل الشعوب المسلمة التي تقيم على هذه الأرض الطيبة أسأل الله أن يعيد هذه المناسبة بالخير واليمن والبركات على الجميع .