دشن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ووزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية جيرمي براون والبارونة وارسي سعيد الوزيرة عضوة مجلس الوزراء البريطاني اول امس انطلاقة بعثة حج المملكة المتحدة لموسم حج العام الحالي 1431ه. وألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز كلمة خلال حفل التدشين الذي أقيم بمقر وزارة الخارجية البريطانية أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في حفل تدشين انطلاق بعثة الحج البريطانية إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية لتأدية فريضة حج هذا العام. وقال سموه أعبر عن فخري واعتزازي بالتحدث إليكم ممثلا لبلادي التي ستحظى، كما هي الحال في كل عام، بشرف استضافة وخدمة هذه البعثة الميمونة من المسلمين، ومئات الآلاف بل الملايين من أمثالهم الذين سيتوافدون على بلادي من كل أرجاء الأرض لأداء فريضة الحج .وأضاف سمو الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز يقول إن الجميع في المملكة العربية السعودية يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد أكرمنا بشرف ومسؤولية خدمة ورعاية وحماية أقدس بقاع الأرض بالنسبة للمسلمين وهي مكةالمكرمة والمدينة المنورة. ومضى سموه يقول في هذا الخصوص نحن نحمد الله جلا وعلا على ما أكرمنا به ونأخذ المسؤولية التي شرفنا بحملها مأخذ الجد التام. وبالنسبة لنا نحن في السفارة السعودية في لندن فإننا نشعر بعظيم الفخر لأننا نمثل جزءا من الجهود الجبارة المباركة التي تبذلها بلادنا في سبيل النهوض بهذه المسؤوليات الجسيمة على أفضل وجه. إن أداء ملايين المسلمين لفريضة الحج التي تتوق إليها قلوبهم كل عام يجعل من موسم الحج مجموعة من التحديات الإدارية والتنظيمية والاسنادية والأمنية أمام حكومة المملكة العربية السعودية . وأكد سموه أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، يحفظه الله، لا تدخر وسعا لمواجهة هذه التحديات التي تتطلب تخصيص موارد بشرية ومالية هائلة وإدارة هذه الموارد بفعالية وكفاءة عاليتين. وقال إنه لا يكاد يمر شهر دون أن ينطلق مشروع جديد يواصل تطوير مستويات الرعاية المقدمة إلى زوار المشاعر المقدسة. وأردف سمو الأمير محمد بن نواف ولا شك أن إخواننا وأخواتنا الذين سيؤدون فريضة الحج هذا العام سيرون أن الأماكن المقدسة قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه في موسم الحج الماضي. وذلك لأن مشروعات التوسعة المستمرة وما أطلق من مشروعات جديدة عملاقة في مجالات البنية التحتية والنقل، ستحدث بإذن الله تعالى تغييرات باهرة تهدف إلى جعل الحج أيسر وآمن وأكثر راحة لضيوف الرحمن . وأشار سموه إلى أن ما يزيد على 50 ألف مواطن بريطاني مسلم من حوالي مليون مسلم بريطاني يؤدون الحج أو العمرة في كل عام، متوقعا مثل هذا العدد أو أكثر في العام الحالي. وزاد سموه يقول وفي هذا الصدد، فإنني أود أن أغتنم هذه الفرصة لأؤكد للجميع أن حكومة المملكة العربية السعودية لن تدخر وسعا لينطلق موسم حج هذا العام وينقضي بأمان وسلام ولتكون مهمة بعثة الحج البريطانية ناجحة بإذن الله ولتكون رحلة الحجاج البريطانيين إلى الأراضي المقدسة آمنة وملبية لحاجات قلوبهم ونفوسهم. أما بالنسبة لنا في السفارة السعودية فإننا نقف على أهبة الاستعداد لتقديم أية مساعدة تسهم في تحقيق هذه الأهداف النبيلة . وعبر سمو الأمير محمد بن نواف عن شكره وتقديره لوزارة الخارجية البريطانية ومكتب شؤون الحج في الوزارة على ما يقدمونه سنويا من دعم كبير لبعثة الحج البريطانية، مبينا أن هذا الدعم أدى دورا فاعلا وجوهريا في نجاح البعثة على مر السنين. وأشار إلى أن الدعم الذي تقدمه الحكومة البريطانية لبعثة الحج، يمثل تجسيداً للرعاية والاهتمام الرفيعين اللذين توليهما الحكومة للمسلمين البريطانيين، في كل وقت وفي شتى المجالات، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من التركيبة السكانية لهذه البلاد. وتابع سموه قائلا لا شك أن هذه الرعاية وهذا الاهتمام يعززان حس الانتماء الوطني لدى المسلمين البريطانيين، ويرسخ التزامهم وتفانيهم في الحفاظ على رفاه وتطور مجتمعهم، بل والبلاد التي ينتمون إليها ككل. وأردف سموه يقول إنه أثناء أداء فريضة الحج، يجتمع ملايين المسلمين، من كل أنحاء العالم، ليؤدوا، وهم على قدم المساواة، نفس الشعائر، في نفس الوقت، على صعيدٍ واحد، وهم يلبسون زياً واحداً. ولا شك أن هذا يجعل من الحج أعظم وأبرز تجسيدٍ لمبادئ المساواة والتواضع والأخوة الإنسانية، كما أنه يجسد طبيعة الإسلام الإنسانية التي تتجاوز الحدود والثقافات. وإنني على يقينٍ من أن إخواني وأخواتي المسلمين والمسلمات البريطانيين سيعايشون هذه الأفكار الروحانية الإنسانية العظيمة بأنفسهم خلال الحج .