مازال مستشفى (القرى) شمالي الاطاولة بمنطقة الباحة، يعاني من الولادة المتعسرة، حيث مرت حتى الآن فترة ثلاث سنوات ونصف دون ان يتم تشييد ذلك المستشفى الحلم.. وقد زارت (البلاد) موقع المستشفى فوجدناه مازال يحتاج الى فترة طويلة لإكمال بنائه، فيما ابدى عدد من الاهالي القريبين منه تشاؤمهم من انجازه قبل مرور مدة مماثلة لتلك التي قضاها حتى الآن حتى تكاملت جدرانه. تعثر المشروع وخلال تواجدي بالمكان التقيت بأحد المهندسين المتعاقدين العاملين لدى المقاول المسؤول عن بناء المستشفى، فأوضح لي ان سبب تعثر المشروع حتى الآن، هو عدم استلام المخصصات المالية (المستخلصات) من قبل وزارة الصحة، الامر الذي وضع المقاول في موقع صعب، حيث ان كل مرحلة من مراحل بناء المستشفى تحتاج الى دفعات مالية، يمكن ان يقوم المقاول من خلالها بإتمام كل مرحلة في موعدها المحدد طبقاً للعقد. وقال لي لو نظرت الى مكان المستشفى لوجدته على سفح جبل، وقد بذلنا جهودا كبيرة في تسوية المكان، من خلال عمل جدار خرساني ضخم من الجهة الشرقية، لكي يصبح المكان مستويا. واضاف ان المشروع يحتاج الى محطة تنقية للصرف، ومحطة لتنقية مياه الشرب، وكل هذه ليست في العقد، وقد عرضنا فكرة ان نقوم بها، ليكون المشروع متكاملا، ولازلنا ننتظر الرد. من جانب آخر تحدث لنا عدد من اهالي محافظة القرى، فقالوا: اننا مندهشون جداً لتأخر تسليم المستشفى، وكلما راجعنا ادارة الشؤون الصحية بمنطقة الباحة، قالوا لنا ان سبب التأخر هو تقاعس المقاول عن اتمام المشروع في موعده المحدد في العقد، واذا زرنا موقع المشروع وجدنا المهندسين والمشرفين يلقون باللوم على وزارة الصحة التي يرون انها تأخرت في تسليم المستخلصات المالية الى المقاول وفق المواعيد المحددة في العقد. وقالوا: نحن الاهالي اصبحنا في حيرة من امرنا بين مسؤولي الصحة، وبين مقاول المستشفى، ولا ندري من هو منهم الذي على حق؟.. لكن الواضح اننا نحن الاهالي اصبحنا الضحية، فنحن بحاجة ماسة الى خدمات هذا المشروع الحلم. الحلم مازال غائباً وقالوا كذلك: ان الجزء الشمالي من منطقة الباحة لا يوجد به مستشفى، وانما مراكز صغيرة للرعاية الصحية الاولية، وامكانياتها صغيرة ومحدودة، ونحن بحاجة ماسة الى مستشفى مثل هذا يسد حاجة مهمة عندنا، وقد فرحنا عندما تم الاعلان عن اقامة المستشفى قبل اربع سنوات من الآن، لكن لا ندري من الذي اغتال فرحتنا هذه، بعد ان صار العمل في اقامة هذه المشروع يتم بطريقة سلحفائية عجيبة. من المسؤول عن التعثر؟ واضافوا: نحن في الواقع نحمل وزارة الصحة، وادارة الشؤون الصحية بالباحة المسؤولية كاملة، في تعثر هذا المشروع المهم جداً لنا، والذي يحتاجه المواطنون هنا أيما حاجة، نظراً لضعف الخدمات الصحية في محافظة القرى وما حولها والتي تضم اكثر من ستين قرية، غير مخدومة بمستشفى، والجميع يراجع حاليا المستشفى الرئيسي بالمنطقة، وقد كان من الواجب ان تقوم الشؤون الصحية بالباحة بواجبها في متابعة المقاول، وتنفيذ المشروع في موعده المحدد.