قبل نحو شهر فاض نهر الاندوس الباكستاني وابتلع قرية الصياد غلام شابير التي كانت تضم 20 منزلا مصنوعا من الطوب وأجبر سكانها البالغ عددهم 200 على مغادرتها والفرار إلى أرض مرتفعة. واليوم يشعر شابير بغضب شديد. يقول إن مياه الفيضانات انحسرت منذ عشرة أيام ولم يأت أحد من الجيش أو الحكومة لمساعدته. وأضاف بينما كانت زوجته وأطفاله يحاولون الاحتماء من أشعة شمس الظهيرة "في الوقت الحالي نحتاج إلى خيام.. حتى يمكن أن يكون هناك مأوى لأطفالنا اذا سقطت امطار. "نريد اشياء نصنع بها مأوى.. لكن لا أعتقد أن الحكومة ستوفر أي شيء... نحن نموت جوعا.. لكن لم نر أحدا منهم." وقال إنه تسلم خيمة واحدة من المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة وأغذية وأدوية من منظمة (فلاح الإنسانية) الخيرية الإسلامية. ومن المعتقد أن المنظمة ترتبط بعلاقات مع (جماعة الدعوة) الخيرية التي حظرها مجلس الأمن الدولي في ديسمبر كانون الأول بسبب صلاتها المزعومة بجماعة عسكر طيبة التي يلقى عليها باللوم في هجوم بمدينة مومباي الهندية عام 2008. ويضطر شابير لقطع 13 كيلومترا للوصول إلى مركز التوزيع التابع لمنظمة فلاح الإنسانية كل يوم للحصول على مساعدات غذائية. وقال "لم أحصل على أي شيء من الحكومة." وتتكرر القصة على طول النهر. واختفت القرى على جانبي النهر وفي بعض الأحيان حلت محلها مدن من الخيام المصنوعة من الأنسجة محلية الصنع والأبسطة والأغطية المربوطة بأغصان الأشجار. ولا يزال الملايين من ضحايا الفيضانات مشردين في باكستان كما تهدد أمراض يحتمل أن تكون فتاكة بحدوث موجة جديدة من الوفيات. وقال ظفار إقبال الذي يدير أنشطة الإغاثة التابعة لفلاح الإنسانية في المقاطعات الأربع التابعة لاقليم البنجاب الجنوبي إنه تمت إقامة 180 معسكرا طبيا متنقلا لخدمة 72 ألف مريض. وأضاف أن أكثر من 120 ألف شخص حصلوا على وجبات ساخنة. وتابع يقول إن المساعدات تأتي من تبرعات خاصة من الباكستانيين. وتوجه الحكومة الاقليمية بعض المساعدات من خلال المنظمة الخيرية نظرا لأنها تملك شبكة إغاثة قائمة.