موهبة بدون عمل كشجرة بلا ثمر .. لأن العمل يصقل الموهبة ويجعلها تكبر وتترعرع وتنتج إبداعاً منقطع النظير.. أما إذا وجد الموهبة وأهملت فإنها تذبل وتتضاءل حتى تختفي وتموت .. إذن فالموهبة وحدها لا تكفي لأن تصنع العظمة والابداع .. ولابد أن تقترن الموهبة باستغلال القدرات والتدرب على تحسين المهارات وإلا وقع الإنسان في مصدية التكاسل ونسي ما كان يمتلكه من قدرات.. من المواهب التي تبرز في الصيف هي موهبة الصوت الحسن في تلاوة القرآن أو في الأناشيد وصقل هذه الموهبة يتم بالتدرب على التجويد مثلاً واستخدام نبرات الصوت كما يكمن التسجيل في دور تحفيظ القرآن الكريم او المنتديات والمخيمات الصيفية .. ومن المواهب أيضا موهبة الرسم على الزجاج أو القماش أو الخشب أو القصدير .. وتتم صقل هذه الموهبة بالالتحاق بالدورات الفنية إن أمكن وإلا فالشبكة العنكبوتية موجودة في كل البيوت ويمكن بضغطة زر أن تحصل على مواقع لا حدود لها لتنمية هذه الموهبة وعن طريق النت إيضا يمكن تعلم الرسم على الكمبيوتر وتعلم الفتوشوب والفلاش وهي ايضا فنون إبداعية .. ومن المواهب أيضا موهبة مساعدة الاخرين وهذه الموهبة استطيع أن أقول أنها واضحة جدا بين طلاب وطالبات جدة الذين تكون فيهم شهادتي مجروحة باعتبار أنني من جدة .. فالمتابع للفعاليات والانشطة اللامنهجية خلال العام وليس فقط خلال المواسم الصيفية يجد أن أبناء جدة يبادرون الى الانضمام الى جمعيات مختلفة تهدف الى خدمة المجتمع .. وهذا ماظهر جلياً عقب أحداث سيول جدة .. وأيضا حملات تنظيف كورنيش جدة .. وحملات توعية المجتمع بأضرار مرض السكري والضغط .. ومساعدة مرضى السرطان التي تشتهر جمعيتها بقلبها المفتوح قبل بابها للترحيب بكل من كانت لديه موهبة التطوع لفعل الخير .. كما أن هناك جعية زمزم التي تقبل جميع طلاب وطالبات القطاع الصحي وتدريبهم وتعليمهم مساعدة الآخرين ومن ثم إدراجهم في برامجها الخيرية التي يتسفيد منها كافة شرائح المجتمع توعية وعلاجاً وتأهيلاً .. ومن المواهب إيضا موهبة التكلم باللغة الاجنبية وهي نعمة من الله لأن الرسول صلى الله علي وسلم قال : " من تعلم لغة قوم أمنهم أو أمن مكرهم" .. وكما تعلمون أن أبرز لغة عالمية تستخدم في الوقت الحاضر وتربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب هي اللغة الانجليزية.. والغريب في الموضوع أن تجد من لايجيد الكتابة ولا القراءة من بعض العرب ولكنه يمتلك قدرات خاصة تمكنه من التحدث بالغات الأجنبية.. فالجدير والأحرى بطلاب العلم أن يتعلموا هذه اللغة ليكونوا سفراء في بلادهم وخارجها وليستخدموها في نشر دينهم الإسلامي وعادات الكرم الأصيل والخلق الحميد بين أبناء الجاليات المختلفة والذين يأخذون طابعاً عن عاداتنا وتقاليدنا في الجزيرة العربية . ومن المواهب الجميلة حقاً موهبة القراءة السريعة وهي موهبة رائعة تمكن من يمتطي صهوتها من التنقل بين بساتين الكتب والنهل من بحور العلم ومعرفة الشيء الكثير.. وانتهز الفرصة وانصح من لا يمتلكون هذه الموهبة بشراء الكتب أو الاسطوانات الحاسوبية التي تساعد على تنمية مهارة القراءة السريعة أو الالتحاق بدورات القراءة السريعة فهي خير معين يستفاد منه حتى بعد الإجازة.. وهناك الكثير من المواهب والابداعات التي تبقى حبيسة المنازل ويدمرها اصحابها حينما لاترى النور .. لذا اطلب من هؤلاء الموهبين أن يصقلوا مواهبهم ويكتسبوا خبرات جديدة ومهارات مفيدة وأن يستغلون العطلة الصيفية الاستغلال الأمثل فهذا هو ما يصنع الفارق الكبير بين من يمتلك الموهبة ومن يمارس المهارة .. حنان محمد الغامدي .. جدة