يبدو أن الإدارة الاتحادية لا تخشى من تطبيق أنظمة الاحتراف واللوائح على قائد فريقها الكروي محمد نور بدليل أنها رفعت أوراق مخالفاته للجنة الاحتراف وأصدرت بياناً بذلك ، ولكنها بكل تأكيد تخشى ( وتضرب ألف حساب ) لغضب الجماهير الاتحادية في حال صدور قراراً ضد معشوق الجماهير الاتحادية ، فقد يسيء قرار لجنة الاحتراف لتاريخ ( نور النمور ) المشرّف مع الإتحاد والذي لا يمكن أن ينساه الجمهور الاتحادي الوفي ولن ترضى بأن يساء إلى تاريخه ، وكما هو معلوم أن أعمار معظم الجماهير الرياضية بشكلٍ عام تتراوح ما بين ( 15 – 25 ) ، ولو لاحظنا هذه الفئة العمرية بالنسبة للجماهير الاتحادية على وجه الخصوص سنجد أنها قد فتحت أعينها وهي تشاهد إبداعات ( ابن مكة ) وعطاءاته اللا محدودة لنادي الإتحاد ، ولو تفقدنا التاريخ الإتحادي بأكمله فلن تجد لديهم أساطير اتحادية تستحق أن يطلق عليها لقب أساطير سوى لاعبين فقط وهما ( سعيد غراب ومحمد نور ) وبمقارنة بسيطة بين الأسطورتين من حيث عدد السنوات التي خدما فيها نادي الإتحاد سنجد أن سعيد غراب لم يستمر مع الإتحاد و أنتقل للأهلي ثم للنصر ثم عاد ليختم حياته الكروية بالإتحاد وإنجازاته و إبداعاته معروفة سواءً مع ناديه ( الإتحاد ) أو منتخب بلاده ، ولعل أهم إنجازاته تسجيله ( ثمانية أهداف في مباراة واحدة ) وهذا الرقم يعد رقماً قياسياً في عدد تسجيل الأهداف لم يستطع أي لاعب سعودي أن يصل إليه حتى الآن ، إلا أن هذا الإنجاز يسجل للغراب ولا يسجل للإتحاد باعتبار أن محققه لاعب إتحادي لكونه سجل هذه الأهداف وهو لاعباً نصراوياً وكانت هذه المباراة ضد فريق النجمة وقد انتهت بفوز النصر 18/0 وهي نتيجة تاريخية سجل منها الغراب ثمانية أهداف ، أما محمد نور فمنذ انضمامه لنادي الإتحاد عام 1996 وحتى الآن أي ما يقارب خمسة عشر عاماً لم يغادر نادي الإتحاد ورفض العديد من العروض التي قدمت له خلال السنوات الماضية ووقع للإتحاد في العديد من المرات ( على بياض ) ، وكان مثالاً للقائد المحنك لفريقه وحقق معهم إنجازات متتالية لا يمكن أن تنساها جماهير الإتحاد ، ويكفي أنه كان ( وجه السعد ) على الاتحاديين فمنذ مشاركته الأولى حقق الإتحاد ثلاثيته الشهيرة عام 1417 ه بعد ( صيام إتحادي ) عن البطولات منذ عام 1411 ه ومن ثم توالت الإنجازات بوجود هذا ( الأواكس ) ليحقق لناديه مع بقية زملاءه بطولة الدوري ( 7 ) مرات وكأس ولي العهد ( 3 ) مرات والعديد من البطولات المحلية و الخليجية و العربية و الآسيوية ، ولعل آخر المشاهد التي لن تنساها الجماهير الاتحادية لهذا النجم الكبير ومدى شجاعته وقوة تحكمه في أعصابه وتحمله للمسؤولية كقائد هو مشهد إضاعته لضربة الجزاء في نهائي كأس الملك للأبطال أمام الهلال ومن ثم إصراره على تنفيذ ضربة الجزاء الحاسمة عند الاحتكام لركلات الترجيح ، فأي قدرة و أي شجاعة و أي إصرار يمتلكه ( القوة العاشرة ) ، إن محمد نور يا سادة ( لاعبٌ بألف لاعب ) ومن يقول أن ابتعاده عن الإتحاد غير مؤثر فهو ( يضحك على نفسه قبل أن يضحك على الآخرين ) فالألقاب العديدة التي يلقّب بها لم تأت من فراغ فهو مفتاح جدة بل هو في حقيقة الأمر ( مفتاح الإتحاد ) لكونه هو من يفتح أبواب الانتصارات الاتحادية بعد الله ، وهو ( الفيتو ) لكونه يضع حداً لأي تقهقر إتحادي ويستطيع إعادة الروح للاعبي الإتحاد بقدرة القائد الفذ، لهذا سيظل محمد نور في أذهان معظم الجماهير الاتحادية بل الجماهير الرياضية كافة في الوطن العربي مهما تكالبت عليه الظروف و قست عليه وتنكر له الألوف . ( بين السطور ) من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الاتحادية السابقة هي تعيين الزميل عدنان جستنية مديراً للمركز الإعلامي ، وهو خطأ لا تزال إدارة علوان تصر عليه للأسف ، فمع احترامي لعدنان وهو بلا شك إعلامي له باع في هذا المجال إلا أنه رجل ( تصادمي ) وهذا الأمر معروف عنه من كافة الأوساط الإعلامية والرياضية ، ويتضح ذلك جلياً من خلال كم البيانات ( الاستفزازية ) التي أصدرت في عهده وتحت مظلة الإدارة الاتحادية لشخصيات اتحادية كبيرة ومعروفة ، وربما تظن الإدارة الاتحادية أن وجود الجستنية مهم لكونه سيوقف أقلام و آراء الإعلاميين ( غير الاتحاديين ) عن الإتحاد من مبدأ ( ما يفل الحديد إلا الحديد ) وهذا خطأ فادح ومفهوم خاطئ ، فمن وجهة نظري المتواضعة إن الإتحاد يحتاج للتهدئة والجستنية للأسف كمن ( يسكب البنزين على النار ) ورمضان كريم .