تل ابيب العريش وكالات - القدس - (رويترز) .. قال مسؤول إسرائيلي إن السفينة التي استأجرتها ليبيا وتحمل مساعدات للفلسطينيين غيرت وجهتها صوب الميناء المصري العريش الأربعاء بعد أن حذرت البحرية الإسرائيلية السفينة وطالبتها بالابتعاد عن قطاع غزة المحاصر.وكانت السفينة أمالثيا التي ترفع علم مولدوفا تبحر في المياه الدولية وذكرت وسائل اعلام إسرائيلية أنها أبلغت عن أعطاب فنية. وهددت إسرائيل أيضا بالاستيلاء على السفينة إذا حاولت الاقتراب من غزة. فأذعن طاقم السفينة خشية الاصطدام مع قوات البحرية الاسرائيلية التي تطوق السفينة. وقال مسؤول مصري ان سفينة ليبية تحمل مساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر طلبت الرسو في مصر بدلا من غزة لكن المنظمين الليبيين قالوا ان السفينة لا تزال في طريقها الى غزة.ولم يكن لدى اسرائيل التي توعدت برد السفينة على أعقابها او الاستيلاء عليها معلومات بشأن ما اذا كانت السفينة قد غيرت مسارها غير ان مسؤولا اسرائيليا اشار إلى احتمال حدوث اختلافات بين طاقم السفينة امالثيا التي ترفع علم مولدوفا واعاد النشطاء تسميتها " بالامل" وركابها بشأن الجهة التي ينبغي ان يقصدوها.وقال المسؤول الذي أحيط علما بالمراسلات اللاسلكية بين البحرية والسفينة منذ تم الاتصال على بعد نحو 160 كيلومترا من شواطئ قطاع غزة "ليس من الواضح انه يوجد اتفاق بشأن الوجهة التي تقصدها السفينة." وقال المسؤول المصري ان السفينة حصلت على الاذن بالابحار الى ميناء العريش حيث ستقوم السلطات بتفريغ حمولتها المعلنة وهي ألفا طن من الغذاء والدواء ونقلها برا الى غزة.لكنه اضاف "لا تنسيق في الوقت الحالي مع السفينة ولا نعرف وجهتها النهائية." وأذاع التلفزيون الاسرائيلي الحكومي تسجيلا لما قال انه الربان بعد ان طلبت منه البحرية اعلان الميناء النهائي الذي تقصده السفينة مجيبا بقوله "العريش العريش." وفي طرابلس قال المنظمون الليبيون ان السفينة لن تطيع امرا اسرائيليا بمغادرة المنطقة ليل الثلاثاء. واثارت اسرائيل غضب العالم قبل ستة أسابيع بقتلها تسعة أتراك في عملية اعتلاء فاشلة لسفينة اخرى حاولت الوصول الى غزة. وابحرت الامل من اليونان يوم السبت في رحلة تصل فيها عادة الى غزة الأربعاء. وتغيير مسار السفينة لتتجه الى العريش سيتطلب من السفينة ان تتفادى المياه امام شواطئ غزة حيث تتابعها السفن الحربية الاسرائيلية طوال الطريق. وقال يوسف الصواني المدير التنفيذي لمؤسسة القذافي الخيرية المنظمة للرحلة لرويترز في اتصال هاتفي من طرابلس إن السفينة ما زالت متجهة إلى غزة ولم يتخذ قرار بتغيير مسارها. وأضاف أن السفينة تلقت إنذارا من الإسرائيليين بضرورة مغادرة المنطقة بحلول الليل. ولكنه شدد على أن السفينة لن تفعل ذلك. وقال ان اي انباء اخرى عن تغيير مسار السفينة انما هي جزء من محاولة تحريف المعلومات وفرض سيناريو يناسب الاسرائيليين. يرأس المؤسسة سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي. وبعد اعتراضها سفينة مرمرة التي تحمل العلم التركي يوم 31 من مايو أيار سهلت اسرائيل التجارة البرية مع غزة لكنها ابقت على حصارها البحري فيما تصفه بالاجراء الاحترازي لمنع وصول الاسلحة الى حركة حماس. وفي الخامس من يونيو سيطرت البحرية الاسرائيلية على سفينة المساعدات الايرلندية راتشيل كوري المملوكة لايرلندا بعدما رفضت اوامر بالعودة او الرسو في اسرائيل لافراغ حمولتها كي يتسنى نقلها الى غزة. وتركز الانتقاد الدولي لاسرائيل الذي قادته حليفتها المسلمة السابقة تركيا على استمرار المصاعب بالنسبة لسكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون فلسطيني يعتمد كثير منهم على معونات الاممالمتحدة. وهناك أيضا خلاف بشأن الصلاحيات والتفويض المحدودين لتحقيقين اسرائيليين في قتل نشطاء على متن السفينة مرمرة بيد قوات بحرية خاصة قالت انها فتحت النار بعد ان انقض عليها ركاب يمسكون بهراوات ومدى وبندقية. وشكك نشطاء على متن السفينة في تلك الرواية. وخلص التحقيق الاول الذي اجرته لجنة عسكرية يرأسها جنرال متقاعد إلى أن الخطأ يكمن في نقص التخطيط في عملية الاعتراض في اعالي البحار لكنه وجد ان استخدام القوة القاتلة مبرر.وقال منظمون ان سفينة الامل التي يقودها طاقم من 12 فردا وعلى متنها عشرة نشطاء تلتزم بقواعد الشحن الدولية.وفي سياق أزمة قافلة المساعدات على الصعيد الاسرائيلي وافق الكنيست على إلغاء الامتيازات الدبلوماسية لنائبة عربية متهمة بالانحياز إلى أعداء الدولة بمشاركتها في قافلة المساعدات الى قطاع غزة. وافق النواب بأغلبية 34 صوتا مقابل اعتراض 16 على مشروع قانون يسمح للسلطات بمنع النائبة حنين زعبي (41 عاما) من مغادرة البلاد والغاء حقها في جواز سفر دبلوماسي. وحنين هي النائبة الوحيدة في البرلمان عن حزب يمثل عرب اسرائيل التي تدعو اسرائيل الى اعادة تعريف نفسها بوصفها دولة متعددة العرقيات وليس دولة يهودية. وقالت حنين لرويترز في حديث بعد تصويت البرلمان ان هذه الخطوة وإن كانت رمزية في جوهرها فإنها منغص محتمل للعلاقات المتوترة بالفعل بين اليهود والعرب الذين يؤلفون نحو خمس سكان اسرائيل. وقالت حنين "هذا يهدد حقوق المواطنين العرب في النضال العادل من أجل المساواة." وكانت لجنة تشريعية أوصت بفرض العقوبات على حنين في اعقاب مشاركتها في قافلة المساعدات التي اعترضتها قوات كوماندوس اسرائيلية في 31 من مايو في غارة اسفرت عن مقتل تسعة نشطاء. وفجر حادث القافلة استنكارا دوليا وأضر بعلاقات اسرائيل مع تركيا حليفتها المسلمة واجبرها على تخفيف حصارها على غزة. وتقول اسرائيل ان الحصار البحري ما زال قائما لمنع وصول اسلحة الى حركة المقاومة الاسلامية حماس. وتقول اسرائيل ان قواتها تصرفت دفاعا عن النفس حينما هاجم نشطاء بالسكاكين والقضبان الجنود ودافعت عن الحصار بوصفه اجراء ضروريا لمنع وصول الاسلحة الى حماس التي تسيطر على غزة. ونفى نشطاء على متن السفينة تلك الرواية. ولم تتهم حنين قط بالمشاركة في العنف غير ان بعض الاسرائيليين غضبوا انها لم تنتقد ذلك علانية قط. وكانت حنين قالت في وقت سابق لرويترز انها بذلت محاولات للوساطة بين الجانبين. غير ان كثيرين في اسرائيل اتهموا حنين بالانحياز الى عدوهم حركة حماس. وعين البرلمان حارسا مسلحا لحمايتها بعد ان تلقت تهديدات بالقتل الشهر الماضي. وكانت محور مناقشات غاضبة في البرلمان.