اعرب مدرب الاوروغواي لكرة القدم اوسكار تاباريز عن فخره بمستوى لاعبيه امام هولندا في الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم وطالبهم بنسيان الخسارة والتفكير في احراز المركز الثالث لتتويج المشاركة الرائعة في العرس العالمي.وقال تاباريز "ماذا عسانا ان نقوله، قاتلنا حتى الثواني الاخيرة وكنا اقرب من الانجاز التاريخي، لكن ما حققناه حتى الان انجاز تاريخي في حد ذاته"، مضيفا "يجب ان ندفن هذا الاقصاء والحزن الذي اصبنا به عقب الخروج من دور الاربعة. يجب ان نعطي انطباعا جيدا في مباراة المركز الثالث لانها مهمة في نظري. فالفوز بها سيتوج مشاركتنا الرائعة في جنوب افريقيا".ونجح تاباريز الملقب بال"مايسترو" في مخالفة التوقعات وضرب بقبضة من حديد عندما انهى "لا سيليستي" الدور الاول من مونديال جنوب افريقيا 2010 في صدارة المجموعة الاولى، مطيحا بالمنتخبين الفرنسي، وصيف بطل 2006 وبطل 1998، والجنوب افريقي المضيف، متقدما على المكسيك، ثم ازاح كوريا الجنوبية من ثمن النهائي وغانا من ربع النهائي ليصل الى نصف النهائي للمرة الاولى منذ 40 عاما.واردف قائلا "الهدف الثاني لهولندا كان من وضع تسلل، لكننا لا نبحث عن اعذار لتبرير الخسارة. الهدف الهولندي الاول كان رائعا وهذا ليس غريبا على الهولنديين الذين بامكانهم التسجيل من اي مكان. الهدف الثاني كان حاسما ومن تسلل لان المباراة كانت ستعرف مجرى اخر، لكن الهولنديين اقوياء في خط الهجوم. ماكسي بيريرا اعاد لنا الامل بالتاهل الى المباراة النهائية عندما قلص الفارق لكننا لم ننجح، انها افضل طريقة للخسارة".يذكر ان الاوروغواي بطلة العالم مرتين عامي 1930 و1950، لم تنه ابدا مشاركتها في العرس العالمي في المركز الثالث وهي فشلت في مناسبتين في ذلك عامي 1954 و1970.وتابع "عندما نلقي نظرة الى الوراء فنحن بلغنا المربع الذهبي وحجزنا مقعدنا بين الاربعة الكبار في العالم. الذين تغلبوا علينا في دور الاربعة تأهلوا الى المباراة النهائية لكننا خلقنا لهم صعوبات كثيرة. عموما عرفنا الان مكانتنا على الصعيد العالمي. فماذا تريدون أكثر؟. "مرت فترة طويلة منذ ان نجحت الاوروغواي في تحقيق اي شيء مقنع في كأس العالم وهذا امر مثير للغاية"، هذا ما قاله ال"مايسترو" بعد تأهل الاوروغواي الى الدور الثاني منذ 1990، اي منذ المونديال الذي حققت فيه فوزها الاخير في النهائيات قبل ان تفشل في التأهل الى مونديالي 1994 و1998 و2006، فيما ودعت من الدور الاول لمونديال 2002 دون اي فوز. عاد تاباريز الى "لا سيليستي" عام 2006 بعد ان عمل كمحلل تلفزيوني، وهو استلم مهامه خلفا لغوستافو فيران الذي شغل المهمة موقتا بدلا من خورخي فوساتي، فقام بضخ الجيل الشاب في التشكيلة الاولى، لتختفي اسماء كبيرة مثل الفارو ريكوبا مهاجم انتر ميلان الايطالي السابق الذي كان يعتبر احد افضل اللاعبين في العالم في التسديدات المباشرة من الركلات الحرة، وباولو مونتيرو مدافع يوفنتوس الايطالي الصلب والمدافع داريو رودريغيز لتظهر أسماء جديدة على الساحة. يعرف تاباريز منتخب الاوروغواي جيدا بعد أن أشرف عليه بين عامي 1988 و1990 وخلال كأس العالم في ايطاليا عندما قاده الى الدور الثاني قبل أن يخسر أمام الدولة المضيفة صفر-2. واستهل تاباريز مشواره التدريبي مع نادي بيلا فيستا المحلي عام 1980 ثم انتقل الى دانوبيو ومونتيفيديو وندررز قبل ان يحط رحاله مع بينارول العريق فأحرز معه لقب كأس ليبرتادوريس عام 1987. وبعد فترة قصيرة مع منتخب الاوروغواي تحت 20 سنة، بدأ تاباريز رحلة عالمية طويلة، استهلها مع ديبورتيفو كالي الكولومبي، ثم بوكا جونيورز النادي الأكثر شعبية في الارجنتين بعد مونديال 1990 ومرة ثانية في العام 2002، كما غزا ال"سيري أ" في ايطاليا حيث أشرف على كالياري وميلان القوي وهو في عزه في منتصف تسعينات القرن الماضي.لكن من المؤكد ان المغامرة الحالية لل"مايسترو" هي الاجمل على الاطلاق لانه اعاد "لا سيليستي" مجددا بين كبار الكرة المستديرة.وبخصوص مستقبله مع المنتخب الاوروغوياني قال "ذلك لا يتوقف علي. لا يمكنني ان اقول ما اذا كنت مرشحا لمواصلة المشوار. يجب انتظار المرحلة المقبلة، شاهدت امورا كثيرة يمكن ان تتحسن في المستقبل، لا يمكنني قول لا او نعم، وأعتقد بانه ليس الوقت المناسب للحديث في هذا الموضوع، لانه قد يساء تفسير كلامي".