كشفت صحيفة " هآرتس " الإسرائيلية الثلاثاء 2008 - 9 - 2 عن أن شاؤول موفاز، وزير المواصلات، أمر عددا من كبار الضباط في جيش الإسرائيلي بقتل 70 فلسطينيا يوميا في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، حين كان رئيسا لهيئة أركان جيش الاحتلال . واستنادا إلى شهادات بعض كبار الضباط الإسرائيليين، قال عكيفا الدار، كبير المعلقين في الصحيفة : إن موفاز " خصص حصة يومية من القتلى الفلسطينيين تبلغ 70 جثة " . وأوضح الدار أنه خلال تحقيقات داخلية أجراها الجيش بشأن تعمد الجنود الإسرائيليين قتل أفراد الشرطة الفلسطينية على حواجز الضفة الغربية قال ضباط متورطون في مثل هذه الحوادث إنهم عملوا بروح التعليمات التي تلقوها من موفاز . وأضافوا أن موفاز اجتمع يوم 2001 - 5 - 6 مع مجموعة من ضباط فرقة " يهودا والسامر " ، التي تعمل في الضفة، وطلب أن تقتل القوات التي يقودونها 70 فلسطينيا يوميا في أنحاء الضفة . جرائم ضد الإنسانية وأوضح الدار أن البروفيسور ديفيد كرستمر، أحد كبار القانونيين في إسرائيل، اطلع على ملفات التحقيق التي أجراها الجيش، وأرسل قبل أيام رسالة شديدة اللهجة إلى المستشار القضائي للحكومة مناحيم مزوز، مطالبا إياه بمنع موفاز من التنافس على زعامة حزب " كاديما " الحاكم . وحذر كرستمر من أنه " في حال أصبح موفاز خليفة لإيهود أولمرت في زعامة كاديما، ثم تولى رئاسة الوزراء، فمن الممكن أن يتم رفع دعوى قضائية ضده في دولة أوروبية، بدعوى ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ". ولفت إلى أنه إذا حدث ذلك فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها رئيس وزراء إسرائيلي رسميا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية . واستند كرستمر في رسالته إلى ثلاثة تقارير إعلامية في بداية الانتفاضة نشرها الصحفي أمير أورن في " هآرتس " ، جاء في أحدها أن فلسطينيדָا سقط قتيلا غداة إصدار موفاز تعليماته لفرقة " يهودا والسامر ". وكتب أورن أن الجنود أطلقوا نيرانهم باتجاه أفراد شرطة فلسطينيين على حاجز عند مدخل قرية " سموع " جنوب مدينة الخليل؛ مما أدى إلى مقتل ضابط في الأمن الوطني الفلسطيني، وإصابة آخر بجروح خطيرة . ولقطع الطريق على المحاكم الأوروبية، شدد كرستمر في رسالته على أنه من الممكن أن يفتح المستشار القضائي للحكومة ملف تحقيق مستقل في هذا الأمر . وأعلن أولمرت، الذي يخضع لتحقيق في اتهامات فساد، أنه سيتخلى عن منصبه كرئيس للوزراء فور انتخاب خليفة له في زعامة " كاديما " نهاية سبتمبر الجاري، وتعتبر وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، وموفاز، أبرز المرشحين لخلافته . ويمثل موفاز التيار اليميني داخل الحزب، ويتباهى بامتلاكه سجلا كبيرًا في جرائم الحرب ضد محاربة الفلسطينيين والعرب، وأنه الأجدر بقيادة إسرائيل الصهيوني .