منذ تأسيس الدولة السعودية الحديثة قبل أكثر من قرن من الزمان على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وضعت الأسس والقواعد الثابتة التي سيقوم عليها بناء هذا الوطن وتطوره في ظل راية الإسلام والتوحيد . ولقد تميزت كل عهود أبناء عبد العزيز الأبرار الذين تولوا زمام الحكم من بعده بالثبات على النهج، والتزموا بالعهد على استكمال المسيرة على نفس الأسس التي وضعها المؤسس الأول لهذا الوطن، وظل هذا الصرح يعلو ويرتفع مرحلة بعد أخرى وعهدا بعد عهد . وها هي اليوم تمر خمسة أعوام على بيعة هذا الشعب الكريم لقائده المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رعاه الله – ليتولى مقاليد الأمور وزمام المسؤوليات وقيادة هذا الوطن نحو العزة والتقدم والأمن والرخاء . والبيعة هي تجسيد وتجديد لثقة هذا الشعب وولائه لقائده ولولي عهده الأمين، وهي عهد ووفاء بين القائد والشعب على التزام شرع الله وسنة رسوله وتحكيمهما في كل صغيرة وكبيرة، وبذل الجهد والمال من أجل رفعة الوطن وتحقيق رفاهية المواطنين . وخلال السنوات الخمس الماضية تحقق على يديه - رعاه الله - منجزات عظيمة وعديدة عمّت مختلف قطاعات الدولة ولامست حياة المواطنين ورفاهيتهم، كما برز دور المملكة وسياستها الحكيمة في المحافل الإقليمية والدولية . ولقد أكد - رعاه الله - في مناسبات عديدة بالقول والعمل على التمسك بثوابت الوطن ومنطلقاته داخليا وخارجيا، وعلى نهج إستراتيجية ثابتة لتحقيق نهضة هذا الوطن ورفاهية أبنائه، وأن المسؤولية أمانة أمام الله ثم أمام الشعب والوطن، والقدوة الحسنة هي أن يحاسب المرء نفسه قبل محاسبة الآخرين، وأن الاستقرار السياسي الذي تنعم به بلادنا هو أساس المحافظة على كيان الوطن وتحقيق التنمية الشاملة وحماية المنجزات ، وجعل - رعاه الله - من التنمية البشرية وتوفير الأمن أول أولوياته، وان تطور التعليم ورعاية الأجيال هو أساس النهضة العلمية والتنمية الحقيقية التي يحمل رايتها في هذه المرحلة من عمر الوطن . ولقد حمل خادم الحرمين الشريفين خلال هذه السنوات ومن قبلها وهو ولي للعهد – إلى جانب هموم الوطن – هموم أمته العربية والإسلامية ودافع عن قضاياها المصيرية كما دافع عن قضايا الإنسان في كل مكان وتبنى الدعوة لحوار الأديان في هذا العالم . وإن مرور خمس سنوات من الزمن لا تمثل شيئا في عمر الأوطان لكنها تعني الكثير في عمر الإنسان وتعني الأكثر في عمر القادة والزعماء الأفذاذ الذين يأخذون على عاتقهم أعباء الأمة ومسؤوليات تحول تاريخها وتسطير أمجادها وقيادتها إلى شواطئ الأمن والخير والاطمئنان . وإننا ونحن نعيش ذكرى البيعة المباركة لا يسعنا إلا التوجه إلى الله عز وجل أن يحفظ قائدنا المفدى خادم الحرمين الشريفين وأن يعينه على تحمل أعباء الوطن والأمة وأن يكلل أعماله بالخير والتوفيق، وأن يشد أزره بولي عهده الأمين وسمو نائبه الثاني - حفظهم الله- . والله الهادي إلى سواء السبيل ،، أمين المنطقة الشرقية