تصوير - إبراهيم بركات .. قام معالي النائب الثالث لرئيس الحكومة الاسبانية مانويل تشافيس غونثالث والوفد المرافق له أمس بزيارة لمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة التقى خلالها نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة الدكتورة لمى بنت عبدالعزيز السليمان وعدداً من أصحاب وصاحبات الأعمال لبحث سبل دعم وتطوير العلاقات الاقتصادية بين المملكة وأسبانيا وإمكانية إقامة مشاريع استثمارية مشتركة بين الجانبين في إطار العلاقات القوية التي تربط البلدين الصديقين . وأطلع معاليه الجميع خلال اللقاء الذي عقد ضمن برنامج زيارته والوفد المرافق على أهم المشاريع التنموية والشراكات الاقتصادية القائمة بين المملكة العربية السعودية ومملكة أسبانيا داعيا أصحاب الأعمال السعوديين إلى استغلال الفرص الاستثمارية القائمة في أسبانيا في ظل التسهيلات التي وضعتها حكومة البلدين . وأشاد بالدور الرئيسي الذي تقوم به المملكة في مجال حوار الأديان والحضارات وبيان قوة تسامح الإسلام وطرحها للموضوعات التي تهم مستقبل المنطقة بفضل السياسة الحكيمة التي يتميز بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز . وأبدى إعجابه بما شاهده من تطور حضاري في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية خلال زيارته في وقت سابق لها مؤكدا على حرصه للاستفادة من خبراتها في المجال التجاري والاستثماري إلى جانب سعي المملكة للاستفادة من الطاقة المتجددة من خلال اطلاقها لمشروع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة متوقعا أن تحقق هذه المدينة قفزة كبيرة في مجال الطاقة ورسمها للمستقبل الوطني في التنمية للمملكة . وبين أن المملكة ترتبط بأسبانيا بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية جعلت اسبانيا إحدى الشركاء التجاريين الرئيسيين للمملكة ويتضح ذلك من خلال الاتفاقيات بين الجانبين لمضاعفة التعاون في المجالات الصناعية والزراعية والمالية وإنشاء مجلس الأعمال السعودي الأسباني الذي ساهم بشكل كبير في تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة العربية السعودية واسبانيا . وركز معاليه خلال اللقاء على ما تتمتع به بلاده من ثروة اقتصادية وطبيعية وصناعية تتمثل في الصناعات المعدنية مثل النحاس والزنك والقصدير والذهب والفضة والرصاص وصناعة المنسوجات والمواد الغذائية والكيميائية والسيارات . وبين أن الاقتصاد الإسباني يعد من أقوى الاقتصادات الأوروبية حيث يحتل المرتبة الخامسة بين الدول ال27 والثامن على مستوى العالم من حيث الناتج القومي الإجمالي الذي يبلغ 1,4 تريليون دولار في عام 2008م والسادس على مستوى العالم من حيث جذب الاستثمارات إضافة إلى كونها لاعباً رئيساً للاستثمار الأجنبي في دول أمريكا اللاتينية بعد الولاياتالمتحدة. وأشار إلى أن إجمالي قيمة صادرات أسبانيا إلى العالم حوالي 253,8 مليار دولار أمريكي عام 2007م وهي بذلك تحتل المركز 16 من حيث ترتيب المصدرين على مستوى العالم في العام نفسه وقد شغلت فرنسا المرتبة الأولى بين الدول المستوردة من أسبانيا في ذات العام بنسبة 18,8% من إجمالي قيمة واردات الدول المستوردة من أسبانيا تلتها ألمانيا بنسبة 10,8% فيما استوردت المملكة العربية السعودية من أسبانيا ما قيمته 0,5% من إجمالي قيمة واردات الدول المستوردة من أسبانيا عام 2007م . من جانبها رحبت نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة بمعالي النائب الثالث لرئيس الحكومة الاسبانية في زيارته للغرفة متمنيا له التوفيق في أعماله التي يقوم بها وفي مقدمتها تعزيز العلاقات الإقتصادية بين بلاده والمملكة . وبينت أن السوق السعودي والأسباني كبيرين ويسيران في تطور مستمر مشيرة إلى أن بيئة الإستثمار في المملكة واعدة وتستقطب العديد من المستثمرين نظراً لتعدد المشاريع التي تطرحها لأنه لدى المملكة مساحة جغرافية كبيرة وأيدي عاملة مدربة وأنظمة استثمارية سلسة . وأكدت أن عملية التبادل التجاري بين المملكة واسبانيا شهدت نموا كبيرا في الآونة الأخيرة وارتفعت من 1,7 مليار دولار عام 2000م إلى 3,5 مليار دولار خلال العام الماضي مشيرا إلى أن المملكة تعتبر ثالث أكبر شريك عربي لأسبانيا على الصعيد التجاري كما أنها تأتي في المرتبة 12 بالنسبة للدول المصدرة لأسبانيا من خارج الاتحاد الأوربي . وأبانت الدكتورة السليمان أن غرفة جدة تدعوا دائما إلى أقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية بين الجانبين مضيفا أن هناك حوالي 9 مشاريع استثمارية مشتركة بين المستثمرين السعوديين والأسبان في المملكة ويبلغ حجم إجمالي تمويل تلك المشاريع نحو نصف مليار ريال. وأضافت أن حركة التبادل التجاري اشتملت على منتجات الصناعة الكيماوية ومايتصل بها والمنتجات المعدنية واللدائن ومصنوعات الانسجة والمعدات الطبية والجراحية والمصنوعات الخشبية وسلع ومنتجات أخرى وقد بلغت قيمة صادرات المملكة إلى أسبانيا عام 2007م حوالي 14990 مليون ريال مما يمثل 1,71% من إجمالي قيمة صادرات المملكة للعالم حيث تتركز هذه الصادرات في زيوت النفط الخام ومنتجاتها والبولي ايثيلين عالي الكثافة ومنخفض الكثافة وايثيلين جلايكول (ايثان ديول) وميثانول (كحول الميثيل) وغيرها من السلع . حضر اللقاء السفير الأسباني لدى المملكة بابلو برفو وعدد من المسؤولين .