الأهلي قصة لا تكتمل فصولها وعادة تكون خاتمتها مفتوحة .ولا نعرف حينئذ أكانت القصة تنتمي إلى فن المأساة أم الملهاة !والأهلي كتلك المدينة المتقلبة المزاج حيث تبدأ هادئة يومها لتتحول إلى مثيرة عندما تبدأ زخات المطر بالهطول لتعود لها واقعيتها عندما تسطع شمسها من جديد .الأهلي مع محبيه لغزٌ محير لم تُفك طلاسمه .ففي وقت تتنبأ له بالإبداع والروعة يخذلك .وفي وقت تكون فيه من أشد المتشائمين بما سيقدمه تجده يفرض نفسه كعنوان مميز للإثارة .ومن المثير جدا والغريب أن التنبؤات تسقط من عُرف ما يقدمه الأهلي ففي مرحلة الإعداد قد يحقق بطولة مثلما حدث مع أهلي نيبوشا الذي حصد بطولتين بلاعبين ( سنة أولى ) من أمام نخبة من مميزي الكرة السعودية آنذاك .وفي وقت يُتوقع أن يكون للحصاد كلمة تجد هذا الأهلي يخرج خالي الوفاض بلا مقدمات .وعندما تعاود الكرة الدوران يعود الأخضر مجددا لتعذيب و تلويع عشاقه.فحالة الثبات والاستقرار غير متواجدة .وبتعبيرنا الدارج نطلق على تلك الحالة مقولة ( مرة فوق ومرة تحت ) ثرمومتر صاعد .هابط .مما يؤكد أن الأوضاع في القلعة الخضراء غير طبيعية وأنها تسير بلا خطة ودون رؤية واضحة وما أكثر المرات التي نكرر فيها مثل هذه العبارة .الأهلي في نظري روشتة طبية تستخدم لتقليب المزاج ،وهذه الوصفة تغير مفاهيم الشعور تلقائيا فحالة الفرح تتحول إلى كآبة وحالة الضيق تجعل الحزين مُنفرج الأسارير .ما يقدمه الأهلي منذ سنوات جعل عشاقه وجعل المهتمين بمجال جماليات الكرة في حيرة من أمرهم ، ففريق بهذه الإمكانات تجده يعج بمشكلات لا يليق تواجدها بكيان شامخ كالأهلي يعتبر من العلامات المميزة في خارطة الكرة السعودية .فالفريق تتهيأ أمامه عوامل النجاح ونجد فجأة أن كل عوامل النجاح تتحول لجهود مهدرة .فحالة التكامل الإداري والفني والعناصري قد يتم نسفها بقرار لامسؤول كقرار إقالة نيبوشا مثلا .والاسم التدريبي الكبير قد لا تشفع له الظروف بتقديم نفسه بالشكل الذي يريده هو أو كما يريده العشاق ،ففارياس الذي حقق لقبه الآسيوي مع فريقه الكوري يعجز عن التغلب على فرق لا تقارن تاريخيا ولا فنيا ولا عناصرياً بالأهلي .فرغم الاسم التدريبي الكبير للمدرب وبتواجد الرائع الأمير فهد بن خالد مع فريق يضم لاعبين يتمناهم أي فريق ليمثلوه وفوق كل هذا تواجد الدعم من القلب النابض الأمير خالد بن عبدالله إلا أن النتائج سارت بعكس تيار ما يتمناه الجمهور الأهلاوي. ألم أقل أن الأهلي لغز لم تفك طلاسمه ؟!.. خاتمة ليبقى فقدان البطولات هذا الموسم الركيزة الأساسية وورقة ضغط جديدة في عودة مرحلة جديدة في تاريخ الأهلي و لن يتحقق ذلك الابمزيد من العقلانية والهدوء في التفكير وابداء الرأي.فليس للاهلي إلا رجاله وجماهيره التي أتمنى أن تتحلى بالصبر على فريقها و سيأتيها الاهلي الجديد بهدايا العيد بإذن الله [email protected]