ما أجملها وأمتعها من رحلة.. رحلة يلازمها الصفاء وتكسوها السكينة ويدفعها شوق عارم الى منابع الطهر والتقى والايمان. خواطر ولواعج تضج بها نفس المتيم الولهان وهو يحث الخطى الى المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة حيث يتزاحم الناس الذين جاؤوا من كل فج عميق يلهجون بالدعاء ويبثون محبتهم لخاتم الانبياء والمرسلين وصاحبيه عليهما رضوان الله. ينطلق شاعرنا بعزيمة قوية تسابقه روحه . حنيناً للديار وساكنيها ... وحبّاً للكريم من العباد لا يهمه ما يلاقيه مادام مقصده طيبة الطيبة. هنا للعدل أورق عود غصن ... وأوردت البرية للسداد شيء من الحب إلى مسجد المعصوم شددت رحلي=وأوقدت العزيمة في فؤادي وأسرجت المحلق من رياحي=وأطلقت المضمر من جوادي وطارت في رحاب الأفق روحي=يضمخها المكلل من ودادي حنيناً للديار وساكنيها=وحبّاً للكريم من العباد إلى تلك البقاع أقمت وجهي=سروراً بالأباطح والنجاد وحبّاً للقباب وعامريها=وحبّاً للمراتع والسواد وحبّاً للرجال، وما أقاموا=صروحاً للرشاد على الرشاد أهيم بمن مشى دهراً عليها=وأمنحه المعطر من جهاد يرى قلبي المآثر ماثلات=ويبصر ما تكاثر عن عدادي يرى الطهر الموشح بالسجايا=ويفرح بالروائح والغوادي هنا للعدل اورق عود غصن=واوردت البرية للسداد هنا، وهناك تأريخ جنين=وشمس في الطهارة كالمداد تسامرني الطريق فلا أبالي=أألقى في الطريق رحى نفاد وألهج بالدعاء وبالتحايا=وحادي الشوق! نعم الشوق حادي وردت موارد الايمان حتى=ملأت جوانحي! وبقيت صادي وأنت نفائس الانفاس جذلى=ومنك جسارتي مائي وزادي دخلت المسجد الميمون وحدي=وحولي ألف ألف من سوادي وزاحمني من الإخلاص قوم=منوعة الحواضر والبوادي فهذا الصين أرسله رسولاً=وذاك ممثل كل النوادي فأهل الأرض في الأركان جذلى=يبثون المحبة في الجماد سلام الله يا خير البرايا=ويا لغة يرددها فؤادي ويا نور الحقيقة حيث كانت=ويا دنيا الطهارة والسداد ويا روح اليقين على البرايا=ويا روح التلطف والوداد سلام يا أبا بكر سلام=على عمر اليقين من العباد أيا روض النبي إليك حبي=وفيك أرومتي! وجنى بلادي إليك إليك إحساسي ونفسي=ومنك ومنك أسرار اعتمادي عصرت جوانحي، وهصرت شوكي=وقلدت الأحبة في مرادي ولملمت الشتات من النواحي=وأهديت الرسول شذى قيادي