ونحن نتحدث عن الإعداد والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان، أذكّر نفسي وإياكم بتسعة أمور : أولاً : بادر الى التوبة الصادقة، المستوفية لشروطها، وأكثر من الاستغفار . ثانياً : تعلّم ما لابد منه من فقه الصيام وأحكامه وآدابه، والعبادات فيه كالاعتكاف والعمرة وزكاة الفطر وغيرها . ثالثاً : اعقد العزم الصادق والهمة العالية على استغلال رمضان بالاعمال الصالحة، قال تعالى : " فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم " وقال جل وعلا : " ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة " وتحّر أفضل الأعمال فيه وأعظمها أجراً . رابعاً : خذ ورقة واكتب خطة شهر رمضان الإيمانية، وخطة شهر رمضان العلمية، وكذلك الاجتماعية والدعوية، واكتب سأقرأ من القرآن كذا وسأشارك في الدعوة في مجال كذا، وسأقرأ من الكتب كذا وكذا، اكتب وسل الله التوفيق واعلم ان يعطي كل ناو ما نوى إما عيناً أو عوضاً . خامساً : حاول أن تشتري حاجيات العيد من هذه الايام او في بداية رمضان حتى لا تنشغل بها عن الطاعة في رمضان . سادساً : اشتر بعض المواد الغذائية للشهر بكامله ان استطعت وتفرغ لعبادة ربك ولا تنس نصيبك من الدنيا . سابعاً : استحضر أن رمضان كما وصفه الله عز وجل أيام معدودات، فهو موسم فاضل، ولكنه سريع الرحيل ..واستحضر ايضا ان المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة سرعان ما تذهب بعد ايام، ويبقى الاجر، وشرح الصدر باذن الله، اما المفرط فان ساعات لهوه وغفلته تذهب سريعاً، ولكن تبقى تبعاتها وأوزارها . ثامناً : حاول أن تصوم رمضان وتجعله مائة رمضان وذلك بالدعوة الى الله وإفطار الصائمين وإطعام المحتاجين وكفالة الأرامل والمساكين . تاسعاً وأخيراً : التخطيط والترتيب لبرنامج يومي للاعمال الصالحة كقراءة القرآن، والجلوس في المسجد، والجلوس مع الاهل، والصدقة، والقيام، والعمرة، والاعتكاف، والدعوة وغيرها من الاعمال، فلا يدخل عليك الشهر وأنت في شتات، فتحرم كثيراً من الخيرات والبركات .