كان رحيل الكاتب المكي والوحداوي الكبير غازي السريحي طيب الله ثراه بمثابة الصدمة بالنسبة لي وبالنسبة لمعظم أهالي مكةالمكرمة وكافة الجماهير الوحداوية ، ليس لكونه قد فارق الحياة (فالموت حق) وأنا أؤمن تمام الإيمان أن الموت هو النهاية الحتمية لجميع البشر بل وكل المخلوقات ( إنك ميتٌ و إنهم ميتون ) وكما قال الشاعر : كل ابن أنثى و إن طالت سلامته .. يوماً على آلةٍ حدباء محمول لكن صدمتي برحيله كانت لكونه سيترك فراغاً كبيراً في الساحة المكية والوحداوية على وجه الخصوص،فقد كان رحمه الله متفرداً في نهجه وفي كتاباته إذ أنه لا يكتب إلا عن الوحدة وللوحدة فقط،لم يكن كباقي الكتّاب الإعلاميين من حيث التنويع وفقاً للحدث أينما كان بل كان وحداوياً خالصاً لا يرى سواها يستحق أن يكتب عنه،فحين تشاهد اسم غازي السريحي تحت أي عنوان لأي موضوع أو خبر أو مقال أو تقرير فمن المؤكد أنه سيكون بخصوص نادي الوحدة عشقه الذي لم يشرك فيه أي نادٍ آخر ، ومن وجهة نظري أنّ هذا ما كان يميزه عن غيره من الكتّاب لكونه يكتب عن معشوقته ويتغزّل فيها ولا ينشغل بسواها،وصدق أستاذنا الكبير أطال الله في عمره وأمدّه بالصحة والعافية وتمم شفاءه شيخ المعلقين العرب محمد رمضان حين أسماه ( محامي الوحدة ) فقد كان رحمه الله قلماً وحداوياً خالصاً يتصدى لكل من ينال من الكيان الوحداوي العريق أو يحاول زعزعة استقراره أو حتى يحاول أن يحوّر الحقائق أو ( يمكيجها ) بمساحيق الزيف،لم يكن الكاتب الرياضي الكبير غازي السريحي رحمه الله مجرد كاتب رياضي فقط بل كان متميزاً في مجال آخر غير الكتابة الرياضية فقد تميز كشاعر شعبي وتميز بشكلٍ خاص في نوعٍ من الشعر الشعبي يسمى ( الكسرة )،ولعلي أتذكر إحدى كسراته الشهيرة حين قال : التونسي طاوع الخوقير .. ما حسّبوا حساب للجمهور باعوا أسامة بلا تبرير .. والله يعلم عن المستور هذا ما كان يميز هذا الراحل الكبير،فلم يكن يخشى أن يقول كلمة الحق ولم يكن يرضى بأن يقترب كائناً من كان من عظمة معشوقته ( الوحدة ) وكان يتمنى أن يراها دائماً في أحسن حال،ولهذا أتمنى من فرسان مكة أن يحققوا له هذه الأمنية بتحقيق إنجاز يطلقون عليه من أجل الوحدة ومن أجل غازي السريحي رحمه الله الذي لن يغيب عن قلوبنا وإن غيّبه التراب وسيبقى خالداً في ذاكرة الوحداويين وستبقى كلماته،ولعل آخر مقالاته كان معنوناً باسم (لماذا التباكي على حال الوحدة ؟) والذي كان يخاطب فيه كل الوحداويين ويرد على بعضهم ممن يصطادون في الماء العكر في إحدى جزئياته حين قال (وحال النادي لا يدعوا للتباكي عليه مقارنة بالعامين الماضيين فأين كان المتباكون على وضع عيادة النادي الطبية هذا العام عندما كان النادي في العام الماضي بدون عيادة طبية وكان اللاعبون يتعالجون في مستشفى خاص وفي عيادات الأندية الأخرى. الذين يتباكون على أموال النادي هذا العام أين كانوا عندما ذهبت أكثر من مائة ألف يورو للاعب الليبي عمر داوود ولم يحضر اللاعب للمملكة ؟ والذين يتباكون على إهدار الإدارة الحالية الأموال في صفقات اللاعبين الأجانب اسألهم فقط هل مستوى اللاعبين المغاربة هذا العام أفضل أم مستوى العكروت والسبري ورجاء نافع وداوود انداو أجانب العام الماضي ؟ وهل تم إحضار لاعب محلي في الأعوام الأربعة السابقة في مستوى فيصل المرقب الذي أحضرته الإدارة الحالية ؟ الذين يحاكمون الرئيس الحالي لأنه ينوي كما يقولون بيع نجوم النادي أين كانوا عندما تم إعارة خمسة لاعبين في موسم واحد ثم بعد ذلك تم بيع ثلاثة نجوم خلال سنتين فقط ؟ والمتضجرون من رغبة مناحي الدعجاني اللجوء للمحكمة لإثبات أن الكعكي طلب منه خمسة ملايين ريال أين كانوا عندما لجأ فعلا عضو مجلس الإدارة الرجل الفاضل سعد القرشي إلى المحكمة لأنه تم اتهامه في حديث تلفزيوني بأنه طلب مليوني ريال رشوة لتوقيع عقد رعاية لإحدى الشركات . لا أقول أن الإدارة الحالية وصلت إلى الكمال وأؤكد أن لها أخطاء ولكن لنقارنها بمن سبقها ونحكم من الأفضل؟) كان ذلك آخر ما نشر له رحمه الله وكانت هذه آخر رسالة يوجهها لعشاق الوحدة ويخاطب بها عقولهم وكأنه يقول ( لعشّاق الفتن ) الوحدة مع الكعكي بخير ( و أخرجوا منها وهي تعمر ) . [email protected]