وصف الدكتور محمد حمزا ييف رئيس بعثة الحج الروسية بالنيابة توسعة المسعى والتحديث الذي شهده جسر الجمرات بأعظم الخدمات المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله – وقال إنه يلمس في كل عام الكثير من المستجدات لخدمة ضيوف الرحمن الذين يؤدون نسكهم بأريحية وسكينة تامة. وتحدث الدكتور محمد عن الإسلام في روسيا مشيراً إلى أن في روسيا ما يقارب 22 مليون مسلم يؤدون شعائرهم الدينية بأمن وطمأنينة ويأتي الكثير منهم لأداء العمرة والحج بحب ورغبة كبيرة. وقدم جزيل شكره للقيادة والشعب السعودي لاهتمامهم بضوف الرحمن من كل مكان. وفيما يلي نص الحوار: دعنا في البداية نتحدث عن رؤيتكم للعلاقة التي تربط البلدين الصديقين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية؟ * الشعبان الصديقان الروسي والسعودي تربطهما علاقات تاريخية وتعاون متبادل في جميع المجالات، وقد بدأ العهد التاريخي في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين منذ عام 1926 م عندما إعترفت جمهورية روسيا بوحدة بلاد الحرمين الشريفين.في عصرنا الحاضر شهدت هذه العلاقات الطيبة تطوراً ملموسا لا سيما بعد الزيارات التأريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الي موسكو وكذلك زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الي الرياض. وفي الآونة الأخيرة زار مدينتي الرياض و جدة عدد من الوفود السياسية والإقتصادية والعلمية والدينية الروسية وشارك في منتدي جدة الاقتصادي الأخير أكثر من 100 رجل أعمال روسي وتم عرض منتجات 20 شركة روسية في المملكة وشارك وفد غرفة الصناعة والتجارة بجدة في المنتدي الإقتصادي العالمي في مدينة سان بيتيرسبورغ. وجدير بالذكر أن للعلاقات الثنائية آفاقاً جديدة في جميع المجالات. منذ متي وأنتم تشرفون علي بعثة الحج الروسية؟ * في عام 2002 م وحتي السنة الماضية كنت نائباً لرئيس البعثة وحالياً أتحدث معكم بصفتي رئيساً بالنيابة وأقود نشاط وعمل البعثة بصفة يومية. كم يبلغ عدد حجاج روسيا سنويّاً؟ * عندما بدأنا نشاطنا في بعثة الحج في عام 2002 م. كان يؤدي فريضة الحج حوالي 5 آلاف شخص من بين 22 مليون مسلم يعيشون في روسيا الاتحادية. وفي السنوات اللاحقة ازداد عدد جاج روسيا بوتائر سريعة وفي ذلك دلالة على تحسن ظروف الحياة والرفاهية الاقتصادية للمسلمين الروس وفي الموسمين الأخيرين بلغ عدد الحجاج الروس 25 ألف حاج سنوياً، منهم 8 آلاف حاج يأتون عن طريق الجو و12 ألف برّاً و5 آلاف حج بشكل مزيج (من روسيا الي مطارات البلدان المجاورة للمملكة جوّاً وبرّاً بحافلات حتى وصولهم الي الحرمين الشريفين). ما هي الصعوبات التي يواجهها حجاج روسيا في الحج؟ * في بداية عملنا بعد تأسيس بعثة الحج وفي ظل عدم وجود الخبرة الكافية لدينا كانت هناك صعوبات كثيرة في تنظيم الحج وفي السنوات الأخيرة وبفضل التعاون والتنسيق المثمر مع إخواننا العاملين في وزارة الحج ومؤسسة مطوفي حجاج تركيا استطعنا حلّ كافة المشاكل و الصعوبات والحمد لله تعالى. مشروع جسر الجمرات الجديد كيف رأيتموه و هل أدي الغرض المطلوب منه؟ * بلا شكّ يعد إنجازاً عظيماً للمملكة العربية السعودية.ففي السنوات الماضية وبسبب حشود الحجاج الكبيرة وازدحامهم كان رمي الجمرات من أصعب و أخطر مناسك الحج. واليوم اختفت تلك المخاوف وذلك القلق وأصبح جميع الناس شباباً أو شيوخاً يشعرون بكامل الاطمئنان والسهولة إضافة الي ذلك فإن وضع جداول زمنية لأداء نسك الرمي لجميع وفود الحجاج سهلت أيضاً حركة ضيوف الرحمن في الجسر و لم يعد الحجاج يجدون أية مشاكل أو صعوبات في جسر الجمرات العظيم. والتوسعة التي شهدها المسعى كيف رأيتها؟ * توسعة المسعى حدث كبير ومهم جدّاً في تاريخ الحج وفي ذلك دلالة على اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية تجاه ضيوف الرحمن. وأصبح ملايين الحجاج الذين يفدون من جميع أنحاء العالم إلى المملكة يعودون الي أوطانهم بسعادة كبيرة لرؤيتهم ما حدث من تخطيط وبناء لمثل هذه المنشآت العظيمة التي تجعلهم يؤدون مناسك حجهم بكل يسر وسهولة. حدثنا عن الإسلام في روسيا والانطباع العام الذي خرج به الحجاج عن رحلتهم الإيمانية؟ * دخل الإسلام الي الأراضي الروسية الحالية في القرن الأول الهجري في عهد الخلفاء الراشدين عليهم السلام من خلال سياسة الفتوحات التي اتبعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، حيث بعث بحملة يقودها عمرو بن سراقة إلى داغستان في العام 20 ه وكان دخول المسلمين إليها سلميًّا إذ لم يقع أي اقتتال بين الحملة الإسلامية وأهل مدينة دربند حالياً و أطلق الفاتح المسلم على تلك المدينة إسم باب الأبواب وجعل مدينة دربند منطلقًا للفتوحات الإسلامية في روسيا كلها وأصبحت فيما بعد مقراً صيفياً للخلفاء العرب. ويعيش في روسيا حالياً 22 مليون مسلم من قوميات مختلفة (تاتار، داغستانيون، شيشان و غيرهم). ويعتبر الإسلام من أهم الأديان في روسيا رغم إنفصال الأديان من الدولة دستورياً فيقدّم قادة روسيا وخاصة فخامة الرئيس دميتري ميدفيديف ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين تأييدهما الشخصي ومساعداتهما الفعّالة للمسلمين الروس وإداراتهم الدينية ومنظماتهم وتجمعاتهم المختلفة، وما تأسيس وتشكيل مجلس الأديان و مجلس الحج لدي الحكومة الروسية وتشكيل بعثة الحج لدي مجلس الحج قبل 8 سنوات إلا دليل على إهتمام روسيا الاتحادية تجاه الإسلام وقضايا المسلمين. الكلمة التي تودون توجيهها للمسؤولين عن الحج في المملكة؟ * باسمي وباسم أسرة بعثة الحج الروسية و باسم اثنين و عشرين مليون مسلم في روسيا الاتحادية أَتوجه بجزيل الشكر والتقدير والعرفان الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظَه الله ولحكومته الرشيدة لما قَدَّمه ويقَدِّمه لحجاج بيت الله الحرام من خدمات وتسهيلات وخاصة لمسلمي روسيا الاتحادية ومسؤولي بعثة الحج الروسية. وهذا الأمر غير مستغرب من إخوتنا المسلمين في بلاد الحرمين الشريفين، والشكر موصول لمعالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي لما قَدِّمه لبعثة الحج الروسية من مساعدة في كل المجالات وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الذي يبذل جهودا جبارة لخدمة ضيوف الرحمن. كما أثني على سعادة السفير السعودي الأستاذ علي جعفر سفير خادم الحرمين الشريفين في موسكو لجهوده المستمرة والدائمة لمساعدة بعثة الحج ومسلمي روسيا بصفة عامة.كما أشكر من صميم قلبي الأستاذ طارق محمد عنقاوي رئيس قطاع شرق أوربا و عضو مجلس إدارة مؤسسة تركيا ومسلمي أوربا علي ما يبذله من جهود وخدمات لحجاج روسيا الاتحادية.