لقد فجع الوسط الرياضي قبل أيام بخبر وفاة نجم النادي الأهلي والمنتخب السعودي اللاعب أحمد الصغير بذبحة صدرية، حيث كان رحمه الله يتمتع بصحة جيدة قبل وفاته، ولكن لم يبق من العمر بقية، فإنا لله وإنا إليه راجعون. عُرف أحمد الصغير كنية، والكبير عطاءً داخل الملعب في نثر التمريرات للمهاجمين، وتسجيله الأهداف في مرمى الخصوم، في المناسبات المحلية أو الدولية. هو لاعب من طراز فريد قلَّ ما تجد مثله والأخص هذه الأيام، إن لم يسجل، كان يعطي الفرصة لغيره بأن يسجل هدفاً من تمريرة من قدمه الماكرة. لقد كان زمن الصغير في الأهلي زمن بطولات، لقد حقق الأهلي خلال الاثني عشر عاماً فترة لعب الصغير له الدوري الممتاز مرتين، ومنذ اعتزال الصغير عام 1406ه إلى تاريخنا الحاضر لم يحقق الأهلي بطولة الدوري باختلاف مسمياته، كما حقق كأس الملك أربع مرات، وكأس الخليج مرة واحدة والتي كانت عام 1405ه، بالإضافة إلى لعبه مع المنتخب السعودي الوطني والعسكري في جميع البطولات خلال فترة مزاولة لعبه كرة القدم، فقد كان مؤثراً في أداء المنتخب لما يمتلكه من ترسانة مهارات، ومنها إجادته للتسديد من خارج منطقة الجزاء وبالذات من الكرات الثابتة، ومن منَّا لا يتذكر هدفه في مرمى العراق في بطولة الخليج، حيث كان الحارس رعد حمودي أفضل حراس العرب في ذلك الوقت. أما خلال فترة عمله في المجال التدريبي في النادي الأهلي فقد برز على يديه حسين عبدالغني ومحمد شليه وهما نجمان سطعا في سماء الكرة السعودية سواء مع النادي الأهلي أو المنتخب، كما كان في فترة تدريبه للفرق السنيّة بالنادي الأهلي محل ثقة الإدارة والجمهور الأهلاوي، وفي فترة من الفترات استعان به نادي الوحدة لتدريب فريق الشباب بالنادي. لقد خدم أحمد الصغير الكرة السعودية لاعباً ومدرباً، وكان حقيقة أحد أسباب تشجيع الشباب في تلك الفترة للنادي الأهلي، لما يمتلكه من مهارات كروية يمتع بها الجمهور الأهلاوي، بالإضافة إلى حُسن خلقه وتواضعه مع الجماهير الرياضية عامة. عزائي للرياضيين عامة وللأهلاويين خاصة، وأسأل المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، "إنا لله وإنا إليه راجعون". [email protected]