عندما يعيش الشاعر قضايا أمته ويعطيها من نفسه كل صدقه وإحساسه فإنه يمنح من نفس صافية حباً وعشقاً لهذه الأمة، لهذا يأتينا شاعرنا في هذه القصيدة وهو يقف على شأن أمته دامع العين مكلوم النفس، متحسر الخاطر على وما صلت إليه من حال لا يسر ، ولكن في وسط هذه الظلمات هناك من أعماقه يشع نور أمل فهي أصل الوجود إنها أمة طه التي صانها الله من كل أذى، فلابد أن تعود راياتها خفاقة من جديد على كل الصواري. ظلمات لجيَّة الظلمات أي ماضي يا أمتي أيّ آتِ؟ أي حالٍ يا أمتي نحن فيه أي وحلٍ طَما على الخطوات كيف صرنا مليون ألف فريقٍ فأضعْناك في هوى النزعات كل رهطٍ في زعمه أنه الأرفع قدراً في سدة المكرُمات وهو عند السماء خير البرايا وسِواه مستهْجن العثرات أمتي الحقد والخصام سلوك لايُنجيك من ضلال الشّتات ليس يكفي لغابر المجد ذكر ليْس يكفي توقد الزفرات ضاع منّا جنى العصور هباءً ومضغنا في يأسنا الحسرات عهدنا كان للشعوب مثالاً زاخراً بالكواكب النيرات من عقول تولت العلم طفلاً وحمته من شائع الترهاتِ وقلوب تستقرب الموت عجلى في اكتساب العلى وصنع الحياة أمّة العزم والرهان على الحق فلا لن تظل رهن السبات سوف ترقى وتسْترد مداها وتداوي أدْواءها بالثبات سكن الحقّ روحها يوم رادت أفق المستحيل بالمعجزات بِفتوحٍ مضت تجر الليالي مثقلات بأشرف الهبواتِ وكِتاب حبى الخلائق شرعاً صائب الحكم في اختلاف الهداة هي أصل الوجودِ أمة طَهَ صانها الله من أذى النّكبات كي تعود الرايات خفاقة غراء في الخافقين قبل الفواتِ