أسست جمعية إبصار الخيرية التي اهتمت بجوانب التأهيل وخدمات الاعاقة البصرية منهجا جديدا لتقديم العلاج الخيري لمرضى الضعف البصري والمعاقين بصريّاً، وقد بدأت الجمعية نشاطها في علاج مرضى ضعاف البصر في عام 1426ه، حيث بدأت عيادة الجمعية في استقبال المرضى منذ ذلك التاريخ، وتم البدء في تنفيذ برنامج ابصار - لايت هاوس للتعليم المستمر في مجال العناية بضعف البصر، حيث عمدت الجمعية إلى استقدام المتخصصين في هذا الشأن، وقد نجح الفريق العامل في تحقيق الكثير من المنجزات والأنشطة التي جعلت جمعية ابصار متميزة ومتفردة في خدماتها لضعف البصر حيث قاموا بفحص كل مريض وتقديم الاختبارات والقياسات اللازمة لتحديد احتياجه من التكبير والاضاءة وتوصيف المعينات البصرية المناسبة له مع شرح طريقة الاستخدام وتقديم التدريب اللازم ثم التنسيق والعمل مع بقية الأقسام لتحويله إلى برامج الخدمات الأخرى المتوفرة في الجمعية "الارشاد الاجتماعي، برايل، كمبيوتر، حركة وتوجه آمن، .. الخ" بالاضافة إلى مشاركتهم في تنظيم حملات التوعية العامة التي تضمنت التواصل مع المنظمات الوطنية والدولية "IAPB VISION 2020 MEACO"، وادارة مختلف الانشطة كالاحتفال بيوم البصر العالمي، واجراء المسح الميداني لاكتشاف حالات ضعف بصر أو العيوب الانكسارية، وتصميم الكتيبات وتوزيعها على المستشفيات وعيادات العيون من أجل زيادة الوعي المهني في مجال الاعاقة البصرية، وتنظيم محاضرات وزيارات لفريق ضعف البصر إلى المستشفيات، وتقديم الاستشارات حول اقامة وتجهيز عيادات ضعف البصر لمستشفيات عديدة بالمملكة العربية السعودية، بالاضافة إلى تعاونهم مع خبراء دوليين في تقديم البرامج التعليمية والتدريب للمختصين في مجال ضعف البصر "أ.د.ليندا لورنس، أ.د.لي هيفارينين، أ.د. مارك ولكنسون، د. عبدالعزيز الراجحي، د. كريستر إندي، د. بوشان بوناني" وفريق اللايت هاوس للتعليم المستمر د. كارين سيدمان ود. ماري آن لانغ ود. بروس روزينثال" الذين نفذوا مع فريق ابصار 13 برنامجا ودورة على مدى اربع سنوات "دورات ضعف البصر للكبار، العناية بضعف بصر الاطفال وحلقات دراسية بالمؤتمرات الدولية لأكثر من 600 من المختصين بالعناية بضعف البصر في أربعة من بلدان منطقة شرق المتوسط "المملكة العربية السعودية، مصر، الامارات، والبحرين". وقد أدت تلك الأنشطة والانجازات إلى أن تصبح جمعية ابصار عضواً في اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، ومعترف بها من قبل الجمعية السعودية لطب العيون والوكالة الدولية للوقاية من العمى بمنطقة الشرق الأوسط "EMR-IAOB" ومجلس طب العيون بمنطقتي الشرق الأوسط وافريقيا كمصدر للبرامج التعليمية في مجال ضعف البصر وجهة مزودة للخدمة للمرضى والعيادات فضلا على كونهم مزودين لخدمات الرعاية لضعف البصر. توقف النشاط وبالرغم مما حققته الجمعية من خلال فريق ضعف البصر في المنطقة نحو تطوير مجموعة من خدمات التأهيل والتدريب، إلا أنها لم تستطع تحقيق كافة الامكانيات المتوقعة منها وهذا يرجع إلى الافتقار إلى التمويل الكافي لتنفيذ كافة برامج الجمعية المكملة لخدمة ضعف البصر ونقص الخبرة والبرامج التدريبية لطاقم العمل المساند، بالاضافة إلى مجموعة من التحديات الأخرى، الأمر الذي تسبب في انخفاض الروح المعنوية وتسلل اليأس والإحباط الذي أدى إلى مغادرة الكادر الطبي لعيادة جمعية ابصار مما نتج عنه اغلاق مؤقت للعيادة ووقف برامج ضعف البصر. التحدي الراهن حسب ما نوه عنه الامين العام لجمعية ابصار الخيرية الاستاذ محمد توفيق بلو ان الجمعية تواجه تحديات جسيمة في الوقت الراهن تتمثل في ايجاد البديل المناسب فالمتخصصون الذين استفادوا من برامج تدريب إبصار/ اللابت هاوس للعناية بضعف البصر التي قدمتها الجمعية في السابق يفضلون العمل بالمستشفيات وذلك من اجل الحصول على مزايا افضل ماديا واجتماعيا. مما يعكس الحاجة الماسة لتدريب المزيد من المختصين على العناية الاكلينيكية بضعف البصر وتكثيف التوعية الصحية والاجتماعية عنه مهما بلغت التكاليف حيث تم وقف برامج تدريب العناية بضعف البصر للمختصين من عام 1428ه تنفيذا لتوجيهات مجلس الادارة بضغط المصروفات والتركيز على خدمات المعاقين بصريا الداخلية رغم ان ضعف البصر يمثل مشكلة محلية واقليمية وعالمية تستلزم التعامل معها حيث يتوقع ان يكون عددهم في المملكة قد بلغ قرابة 474 ألف ضعيف بصر وفي منطقة شرق الابيض المتوسط 15 مليونا وفي العالم اجمع 124 مليون ضعيف بصر مقابل 600 اخصائي بصريات و48 طبيب عيون لكل مليون شخص في المملكة حسب احصائيات مكتب اقليم شرق المتوسط للوكالة الدولية لمكافحة العمى بنهاية عام 2007م. مطالب عاجلة ويستطرد الاستاذ محمد بلو بأن الجمعية في حاجة ماسة الى الدعم الفني والمادي لذا فان الامر يستلزم التعامل معه على اعلى المستويات وتوفير موارد مالية مستقرة ومرونة في الانظمة والاجراءات لتسريع تعيين طبيب عيون واخصائي بصريات سعودي او غير سعودي متخصص في العناية الاكلينيكية بضعف البصر لاستئناف تشغيل العيادة بأسرع وقت ممكن واتخاذ الاجراءات اللازمة لتنظيم دورة في العناية الاكلينيكية بضعف البصر مع خبراء دوليين بحيث يتم فيها استقطاب افضل المنتسبين للدورة للعمل في الجمعية وسيتطلب التحضير للدورة من 5 الى 6 اشهر على الاقل. خاصة ان الجمعية قدمت خدمات جليلة في مجال علاج مرضى الضعف البصري والامل معقود في الجهات الحكومية والمسؤولين والداعمين للوقوف الى جانب برنامج ابصار لخدمات ضعف البصر ودعمه بما يستطيعون معنويا وماديا حيث توقف العمل بعيادة ضعف البصر بالجمعية اعتبارا من 1- 1- 1431ه بعد خمس سنوات من افتتاحها قدمت من خلالها فحوصات ضعف البصر ل 974 مستفيدا و13 دورة وبرنامج تدريبي وتوعية متنوعة استفاد منها 1289 مختص ومسح نظر ميداني ل 810 أفراد بالاضافة الى نشر بحثين علميين في سعودي ميديكال جورنال. بالاضافة الى أنشطة متنوعة أخرى.