معالي وزير الصحة .. كم أنا وكل مواطن في هذا البلد فخورون بك وبفريقك الطبي وما حققتموه للمملكة من سمعة ممتازة تسعد كل مواطن مخلص لهذا البلد حيث قمت وفريقك الطبي المميز بإجراء عدة علميات عالمية لفصل التوائم لعدد ليس بالقليل من ابناء الدول الخارجية الصديقة.. وكذلك من الدول التي لا تربطنا بها علاقات متميزة وذلك لأن ذلك العمل انساني .. ويدل على ما وصلت اليه المملكة من كفاءات طبية متميزة فجزاكم الله خير الجزاء. وليسمح معاليكم بأن الفت انتباهكم الى بعض ما تعانيه مستشفياتنا ومستوصفاتنا الحكومية .. واشرح لك ملاحظاتي الشخصية وما حدث لي، ففي يوم الخميس بعد المغرب الموافق 13/ 2/ 1431ه حدث لي ظرف صحي طاري ولقرب سكني من احد المستشفيات الحكومية بجدة ذهبت الى قسم الطوارئ من اجل التأكد من الضغط وقياس السكر .. وقد كانت المفاجأة .. يا معالي الوزير عدم وجود شرائح لقياس السكر .. وهذا من أبسط الاشياء الطبية التي يجب ان تكون متوفرة فهي غير مكلفة .. والدولة تصرف مليارات الريالات على الشؤون الصحية وهذا الشيء حدث قبل اسبوعين وفي نفس المستشفى حيث تكرر عدم وجود شرائح لقياس السكر .. ثم كانت المفاجاة الثانية ان الممرض قاس لي الضغط حينما اخبرني بالنتيجة كانت القراءة مختلفة جدّاً عما قسته في مستوصف اهلي قبل ست ساعات من ذلك اليوم وحينما ناقشت الممرض واخبرته بأن هناك فرقا كبيرا في القراءة عما تم قياسه قبل ست ساعات في مستوصف آخر وبين هذه النتيجة .. حضر وبالصدفة دكتور الطوارئ فأخبرته بما حصل فطلب احضار جهاز آخر وفعلا احضره واخذ القياسات للضغط العالي والمنخفض ووجد هناك فرقا كبيرا عما قاسه الممرض بالجهاز الاول وقد اعتذرا مني واخبراني أن الجهاز الأول غير صحيح .. وهنا أستعجب من هذا الذي حصل فأنا لو لم اخذ القياس قبل ست ساعات من ذلك الوقت واعرف النتيجة لأخذت القياسات بالجهاز الاول بعلاتها ولم يخطر ببالي ان الممرض يقيس للمريض بجهاز غير دقيق وغير صحيح .. وخوفي يا معالي الوزير ان تكون مستشفياتنا ومستوصفاتنا تعاني من نفس المشاكل وهذا شيء لا تقبله .. وانت تعلم كم هي المخاطرة الصحية التي سوف تنتج من العلاجات التي سوف تعطى بناء على القراءات سواء كانت القراءة تدل على ان الضغط عالٍ او منخفض .. وأترك لمعاليكم تفسير ذلك. وفي نفس الوقت جرت مناقشة الممرض حيث لاحظت ازدحام المرضى في الطوارئ وبعضهم مصاب بجروح نتيجة حوادث سيارات فهم يئنون ويتالمون من الجراح ولكن مع مزيد من الاسف لا يوجد من يعتني بهم وحين سؤال الممرض عن ذلك ذكر لي انه لا يوجد الا ممرض واحد في ذلك اليوم في قسم الطوارئ .. وهذا غير مقبول فالمواطن يحتاج الى عناية صحية جيدة وهذا من أبسط حقوقه .. وهناك الكثير من ابناء الوطن يبحثون عن الوظائف ولم يعينوا ..ومستشفياتنا بحاجة لهم .. ارجو ان يكون صدرك قد اتسع لما ذكرته لأن الوطن يسكن في قلوبنا وكلنا مسؤولون عن رقيه وخدمته وخدمة المواطن. معالي الوزير .. الا تجدها من المفارقات الغريبة والعجيبة أن نجري عمليات عالمية وكبيرة ومكلفة واكتسبنا بها سمعة مشرفة .. ثم لا نجد في مستشفياتنا شرائح لقياس السكر .. واجهزة ضغط دقيقة تعطي نتائج صحيحة وممرضين للعناية بالمرضى .. حفظكم الله. د. عبدالعزيز بن ذياب الغامدي مستشار وكيل الوزارة للثروة المعدنية "سابقاً"