أبدى وفد من عمد بعض المدن الأمريكية إعجابه الكبير بإسهامات المرأة البارزة في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، وأشادوا بالدور الذي تلعبه صاحبات الأعمال في النهضة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، والمكانة المرموقة التي وصلت إليها في أعرق الغرف الخليجية والسعودية. جاء ذلك خلال لقاء الوفد الأمريكي المكون من ''16'' عمدة يمثلون المدن والمقاطعات الأمريكية مع الدكتورة لمى السليمان عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة ورئيس مجلس جدة للتنمية البشرية والدكتورة بسمة العمير رئيس مركز السيدة خديجة بنت خويلد، وسارة بغدادي رئيس قطاع الخدمات، أمس، في ملتقى أصحاب الأعمال بالمقر الرئيسي للغرفة، ضمن الزيارة التي يقوم بها الوفد إلى المملكة للإطلاع على التطور الحضري والإداري وزيارة المعالم والمواقع التاريخية والحضارية إلى جانب المشاريع التنموية والاقتصادية. وتحدثت الدكتورة لمى السليمان خلال الزيارة عن مشاركة المرأة الفعالة في صناعة القرار في غرفة جدة، مشيرة إلى أن مجلس إدارة الغرفة في دورته التاسعة عشرة ضم (4) صاحبات أعمال، كما أن المرأة تعمل إلى جانب الرجل في خدمة مجتمعها من خلال بيت أصحاب الأعمال،وكشفت أن النساء يشكلن 20% من القوى العاملة في الغرفة. ويدعم مجلس الادارة تفعيل دور المرأة باعتبارها نصف المجتمع، كما أن بقية الغرف التجارية الصناعية بالسعودية بدأت تشرك المرأة في الانتخابات، وسط دعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين. وأشارت إلى أن غرفة جدة نجحت في الفترة الماضية في زراعة ثقافة العمل الاقتصادي لدى الراغبين في فتح مشاريع صغيرة ومتوسطة، ودعمتهم بشكل كبير من خلال تقديم التسهيلات والدورات التدريبية ومنحهم القروض الميسرة وتقديم مساعدات جوهرية لضمان نجاحهم. وأكدت السليمان أن الإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي يتمتع بها القطاع الخاص السعودي إسهامه الفاعل في التنمية الشاملة الموجودة حاليا في المملكة، أسهم بشكل كبير في عدم تأثر السعودية بتوابع الأزمة المالية العالمية، مشيرة إلى أن أغلبية المشروعات القائمة في السعودية في الوقت الحالي ومنها 14 مدينة صناعية يتم تمويلها من الداخل عبر القطاعين الخاص والعام، وهو ما يزيد من قوة الاقتصاد السعودي ويجعله بعيدا عن التأثيرات التي تحدث في الخارج. من جانبها قدمت الدكتورة بسمة العمير نبذة عن مركز السيدة خديجة بنت خويلد، وقالت أنه أخذ على عاتقه منذ إنشاءه كأحد المراكز التابعة لغرفة جدة أن يكون منهجه هو إزالة المعوقات أمام المرأة العاملة أو صاحبات الأعمال، حيث أنجز المركز توظيف عدد كبير من النساء، وأصبحت المرأة تشارك بنسبة كبيرة في منتدى جدة الاقتصادي. وأكدت أن من أهم انجازات المركز إقامة منتدى وطني بعنوان (واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية) برعاية الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز والذي شهد مشاركة غير مسبوقة تجاوزت 1200 شخص، وخرج ب8 توصيات كان أهمها أنشاء هيئة عمل لإخراج برامج اقتصادية واجتماعية لإحداث نقلة نوعية في المجتمع، وإشراك المرأة في جميع مراحل التخطيط، وتفسير الضوابط الشرعية فيما يخص عمل المرأة مع الأخذ في الاعتبار وسطية الدين الإسلامي وإنشاء قاعدة بيانات للمرأة المسلمة، وتم تفعيل الكثير من التوصيات وتحويلها إلى قرارات على أرض الواقع. في المقابل استعرضت سارة بغدادي رئيس قطاع الخدمات العديد من الانجازات التي حققتها لجان وقطاعات الغرفة المختلفة، مؤكدة على إتباع نظام ديمقراطي في اختيار كل القيادات الإدارية، وألمحت إلى الخدمات المختلفة التي تقدمها الغرفة سواء من خلال التصاديق أو برنامج كفالة الذي يدعم أصحاب المشاريع الصغيرة، علاوة على البرامج الإنسانية والاجتماعية التي تقدم من خلال مركز جدة للمسؤولية الاجتماعية، كما أشارت إلى الآلية المتخذة في طريقة تصنيف درجات المنتسبين إلى الغرفة. وشددت على أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية وأمريكا تعتبر نموذجا يحتذي، حيث تعتبر المملكة هي الشريك الأول في منطقة الشرق الأوسط، في ظل وجود تبادل تجاري بين البلدين يقترب من 200 مليار ريال. وأكد أعضاء الوفد الأمريكي أن زيارتهم إلى المملكة التي تستمر على مدار أسبوع تهدف إلى تدعيم العلاقات الاقتصادية بين عدد من المدن الأمريكية والمملكة من خلال لقاء العمد بعدد من رجال وسيدات الأعمال في المملكة لتبادل الأفكار حول الاهتمامات المشتركة، ولتشجيع الشراكات التجارية. وأشاروا أن هدفهم هن التعريف على الرؤى السياسية والقدرات الاقتصادية والاستثمارية للمملكة وثقافة الشعب السعودي بصورة مباشرة، خصوصاً عند الأخذ بعين الاعتبار الدور الذي تلعبه المملكة في الساحة الدولية سياسياً واقتصادياً.