* باريس مدينة ذات أوجه عديدة يجد فيها كل سائح ما يلبي ميوله ورغباته، وذلك وفقاً لمزاجه ومكتسباته الثقافية، فهناك السواح الذين يأتون للتبضع، ولذلك يتجمعون في منطقة الشانزليزيه وجورج سانك والمونتاي والفوبور سانت أونوريه، وهناك من يأتي للتعرف على المدينة وخاصة احياءها التاريخية القديمة كمنطقة الماريه وميدان فوج ومونمارتر، وهناك من يأتي للتعرف على القصور التاريخية كقصر فرساي والفونتابلوا، وهناك من يأتي للتعرف على الوجه الثقافي لباريس، فيقوم بزيارة المتاحف وما اكثرها في باريس، بل هناك متاحف خاصة لبعض كبار الفنانين كمتحف بيكاسو وديلاكروا، وهؤلاء ايضا يزورون قسم المخطوطات في المكتبة الوطنية وفيها قسم كبير للمخطوطات العربية، وفيه اقدم نسخة خطية لكتاب الف ليلة وليلة، ثم ايضا هناك من يأتي لحضور فصل دراسي أو اكثر في الكوليج دي فرانس التي يحاضر فيها كبار رجال الفكر في فرنسا واوروبا وكان منهم رولاند بارت ولاكان وفوكوه وامبرتو اكو، وقد واظبت شخصيا على حضور هذه المحاضرات لمدة عامين، ثم هناك الأوبرا والمسارح الأخرى أما أبناء وبنات الخليج فيتجمعون في الفوكوه وهو مقهى سياحي خمس نجوم، وميزته أنه يقع في قلب الشانزليزية امام لوي فيتون وقريب من مجلات الازياء الكبرى وملهى الليدو ومطعم العجمي ومطعم الديوان، وفي الصيف تمتد سهراتهم فيه إلى الصباح، وقد قام أخيرا وفد من الصحفيين والمثقفين السعوديين بزيارة باريس بدعوة من الخطوط السعودية، وقد قرأت ما كتبوه بعد عودتهم، وقد لاحظت أن همهم الأكبر كان العثور على مقهى الفوكوه والجلوس فيه، ولم أقرأ أن أحدهم زار المتاحف أو الأماكن التاريخية، وأترك التعليق للقارئ. عابد خزندار - الرياض * الجيش السعودي لم يذهب للجنوب ليمارس السباكة او الحدادة أو النجارة، وإنما ذهب الجنود للحرب، طرحوا أرواحهم على أكفهم في سبيل الدفاع عن الأرض، بينما الخطاب الإسلامي التعبوي في غيبوبة غريبة عجيبة. يقول قارئ معلقاً على مقالتي بالأمس في رسالة بعثها: "كلامك صحيح مائة بالمائة وكنت أتحدث أنا وأحد الإخوة أمس عن هذا الموضوع ولكن عجائب وغرائب الناس عندنا كأنها تشتغل بالريموت كنترول تتحدث بالريموت من قبل أصحاب الزيف والبيانات الجهادية. تصدق أني بمدرسة لم اسمع أحداً يتحدث عن جازان إلا واحداً، وبيانات حماس والعراق كأنها تمطرنا يوميا بالنشر والجنوب لا أحد يتحدث". قلت: ولن نعرف معنى الوطنية حتى نؤمن بدواخلنا أن لدينا أولوية حماية أراضينا، والدفاع عن جازان وحدودنا والدعاء لها والحماس والتعاطف معها أهم من الحماس مع غزة، والدعاء لوطننا أهم من الدعاء لأوطان غيرنا. تركي الدخيل - الوطن * يسألني شاب جامعي بإلحاح عن أي وسيلة للعمل التطوعي على الجبهة السعودية المفتوحة على حدودنا الجنوبية، فأجبته ممتناً لعاطفته الجياشة. قلت له إنني واثق تماماً أن كل الأمور تحت السيطرة وأن الثقة في أفراد وضباط القوات المسلحة ليس لها حدود ومن الأفضل أن نترك لهم حسم الأمر في صلب مهمتهم ليتفرغ كل مواطن من أجل مهمته. لا خوف مطلقاً مطلقاً على وطني ومواطنيه سواء كان جنديا على الشبر الأخير من الحدود أو مواطناً في مركز إيواء مؤقت. لا يمكن أبداً أبداً أبداً لبضعة مأجورين أن يمتحنوا إمكانات المملكة العربية السعودية، فقد جرب هذا الامتحان غيرهم من قبل وعرف بنفسه نتيجة الامتحان. علي سعد الموسى - الوطن