لا زالت فعاليات كأس العالم للشباب تقام فعالياتها على ملاعب مصر وقد حسم ستة عشر منتخبا تأهلم الى الدور الثاني، فيما ودعت ثمانية منتخبات المنافسة، وشهدت مباريات البطولة والتي تعد بطولة اكتشاف النجوم وبزوغهم العديد من المفارقات والاحداث التي ربما تسجل لاول مرة في احدى بطولات كأس العالم للشباب. اضافة الى ان البطولات ربما لاول مرة تشهد الزخم الاعلامي على المستوى العربي على الاقل، فحضور القنوات الفضائية العربية المتخصصة وغير المتخصصة جعل من هذه البطولة حديث المجالس والمقاهي، واجبر الجميع على متابعة مباريات الشباب التي لا تحظى عادة باهتمام او متابعة. وربما لوجود منتخبين عربيين هما مصر البلد المنظم والامارات بطل اسيا وما يحظى به هذين المنتخبين من اهتمام اعلامي على كافة المستويات الرسمية والشعبية جعل من كافة العرب يعيشون في حالة ترقب وتشويق لمعرفة ما سيقدمانه امام منتخبات العالم. وتتميز الامارات ومصر تحديدا بوجود اعلام مميز وقنوات متخصصة عاشقة لكرة القدم جعلت من مشاركة المنتخبين حدثا هاما وافردت المساحات الكبيرة لهما، وهذه بادرة رائعة ساهمت في اعطاء بطولة الشباب زخما اعلاميا وحولت كأس العالم للشباب من حدث يمر مرور الكرام الى حدث يحظى باهتمام ومتابعة. الحضور الجماهيري الابرز كما كان للاعلام دور كبير في اعطاء البطولة زخم لم تشهده طوال سنواتها الماضية، ساهم الجمهور المصري العاشق لكرة القدم، والذي يجدها متنفسه الوحيد، في منح هذه البطولة الرقم واحد في عدد الحضور الجماهيري لكافة مبارياتها، وان غاب الجمهور في بعض المباريات، الا ان الحضور كان كبيرا في العدد الاكبر منها، ولعلها المرة الاولى التي يتجاوز فيها حضور مباراة في كأس العالم للشباب 65 الف متفرج كما حدث في مباريات المنتخب المصري امام الباراجواي وايطاليا. كذلك كان للجمهور المصري العاشق في مدينة الاسكندرية حضوره الجميل سواء في مباراة الافتتاح التي جمعت منتخب مصر مع ترينيداد وتوباغو، او في مباريات المنتخب الاماراتي الثلاث التي خاضها في الدور الأول. ايضا المنتخب البرازيلي حظي بمساندة جماهيرية مميزة، كما هو الحال مع منتخبات افريقيا كجنوب افريقيا وغانا والكاميرون والتي لعبت مبارياتها في حضور ومساندة جماهيرية مميزة لم تكن متوقعة. غياب النجوم السوبر ومن متابعتنا لهذه البطولة وما حملته من مفارقات كثيرة في المباريات التي اقيمت حتى الآن نجد أن كأس العالم للشباب في مصر افتقدت لوجود اللاعبين المميزين في كافة الفرق الاربعة والعشرين المشاركة. ففي كل بطولة تقام كانت الملاعب تشهد ميلاد العديد من النجوم من فئة الكبار، وقد تعودنا ان نشاهد كاس العالم للشباب تشكل نقطة انطلاقة لنجوم برزوا ولمعوا واصبحوا من أهم وأفضل لاعبي كرة القدم في العالم. ولن نستطيع أن نحصي النجوم التي سجلت حضورها الاول في بطولات كأس العالم للشباب وكلنا نذكر نجوم المنتخب البرتغالي الذين انطلقوا من درة الملاعب في كأس العالم للشباب التي اقيمت في المملكة، وحقق فيها المنتخب البرتغالي اللقب، وسجل روي كوستا وفيغو حضورهم وانطلقوا للاندية الاوروبية الكبيرة. وذاكرة كأس العالم للشباب لا تزال تذكر مرور نجوم السامبا البرازيليين ولعل نجم البرشا سابقا وميلان حاليا رونالدينيو يعد واحدا من ابرزهم اضافة إلى اليكس ودا سيلفا وغيرهم. في الارجنتين لا زالت الذاكرة تذكر ان نجم البرشا وافضل لاعب في العالم حاليا ليونيل ميسي قدم نفسه في بطولة كاس العالم حينما قاد رفاقه راقصي التانجو للقب قبل سنوات قليلة واعلن للعالم ميلاد واحد من افضل لاعبي الكرة طوال تاريخها. والذاكرة مليئة بالاسماء فالهولندي فان بيرسي والحارس الاسباني كاسياس وزميليه اكزافي وانييستا والانجليزي هاريغريفز وغيرهم كان الحضور الاول في هذه البطولة. والمصادف ان مثل هؤلاء اللاعبين كانت موهبتهم حاضرة وقدموا انفسهم نجوما منذ الوهلة كالاولى، لكن الملاحظ في هذه البطولة أن كافة المنتخبات لا تمتلك مثل هؤلاء اللاعبين السوبر، وغابت الموهبة الساحرة التي تنبي بميلاد نجم جديد يضاف لقائمة النجوم الكبار.حتى وان تفوقت بعض المنتخبات في هذه البطولة بمستوياتها ونتائجها كاسبانيا والبرازيل والاوروجواي والتشيك والمنتخب المصري ايضا، الا ان اللعب الجماعي كان هو الطاغي واللاعب الموهوب ظل مدفونا حتى هذه اللحظة، ولا يبدو ان هنالك حتى مع الادوار المتقدمة للبطولة ان نشهد بزوغ لاعب سوبر، فكل اللاعبون متقاربون في مستوياتهم، يفتقدون لموهبة الابداع والعزف الانفرادي. قد يكون لخطط اللعب واعتماد المدربين على اللعب الجماعي وعدم تركيزهم على المهارات واللعب الفردي دور في ذلك الا انه لا يلغي ان البطولة افتقدت للاعبين الممتعين الذين يلفتون النظر اليهم من اول كرة تصل اليهم. ولعلها المرة الأولى منذ انطلاقة بطولة كأس العالم للشباب لأول في تونس عام 1977م. التي تشهد مثل هذا العقم في ميلاد النجوم والغياب التام.فلم يستطع أي لاعب حتى الآن يلفت اليه الانتباه.