في خاتمة المقال يشير ساطع نور الدين الى ان السعودية "أصبحت معياراً عربيّاً وعالميّاً رئيسيّاً للحكم على ذلك الصراع الحاد بين الإسلام والحداثة" وهي، أيضاً، واجهت تهماً بتصدير التطرف، تمس نهجها ومناهجها، من دول وأحزاب ومنظمات عربية وإقليمية وعالمية، لكنها لم تتصرف بطريقة الرفض والمكابرة، كما تفعل بعض الدول. وخلال السنوات الثماني الماضية حققت المملكة انتصارات أمنية مشهودة ضد التطرف والإرهاب، وأثبتت أنها الأقدر عالميّاً، على لجم الظاهرة. والأهم أنها علمت باقتناع أن مواجهة النتائج لا تلغي الأسباب. لهذا جاء مشروع جامعة الملك عبدالله لتأكيد إيمان السعودية بأن ما جرى أزمة وعي، وتمسك السعودية بدورها العربي والإقليمي والعالمي في التطور وإشاعة التعايش والانفتاح والحوار مع العالم. بقيت الإشارة هنا إلى أن النظام السياسي في السعودية كان على الدوام هو قائد التحديث، والأهم انه استطاع على مدى سبعة عقود ان يوازن بين التحديث والاستقرار، والتحديث والأصالة، والتحديث والسيادة. وخطوة الملك عبدالله التاريخية في التحديث وخلق وعي مغاير، امتداد لنهج الدولة السعودية التي أسسها الملك عبدالعزيز. داود الشريان الحياة في مكان آخر تتحدث صحيفة عن مشروع لإنشاء سكة حديد تمتد من جنوب المملكة حتى جدة. وعن مشروع آخر يربط الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وذكرني هذا بمشروع جرى الحديث عنه في السنوات الماضية يتناول إعادة إنشاء الخط الحديدي الحجازي، ومشروع لإنشاء جسر يربط المملكة بمصر، وتعرض هذه المشروعات كلها باعتبارها خططا قيد التنفيذ او بانتظار التنفيذ. لكن لو دققنا في كل مسألة على حدة فسوف نجد أنها مجرد أفكار أو اتفاق على دراسة المشروع أو خطة بعيدة المدى للتنفيذ بعد نصف قرن أو ربع قرن إذا توفرت شروط مناسبة أو .. أو .. إلخ، بعبارة أخرى فإنها ليست مشروعات على الطاولة، بل أوراق على الرف. لكن الناس يقرؤونها على طريقة الصحافة الغافية فيستبشرون خيراً ويظنون أن مشكلة المواصلات بين جازان وجدة ستنتهي بعد سنتين او ثلاث، أو أن مشكلة انقطاع التيار ستصبح بعد سنة أو سنتين تاريخا يحكى للأولاد، أو أن الطبيب سيأتي للمريض في بيته بدل أن ينتظر في ممرات المستشفى ساعات كي يرى طبيبه، أو أن الطريق الذي لا يراه مدير البلدية كل يوم قد رصف وأضيء وزرع وبنيت أرصفته مثل الطريق الذي يراه الرئيس صباحاً ومساء، أو .. أو .. إلخ. توفيق السيف - عكاظ نعيد الذاكرة ونتأمل حياتنا السابقة، وكيف كان هناك صراع بين جيلنا والجيل السابق، الذي كانت تستفزه موضتنا القائمة على "إطالة الشعر والملابس المختلفة عنهم"، ومع هذا لم يحاول ذاك الجيل استصدار قوانين تلقي بنا الى السجن قبل أن يتم جلدنا تعزيرا، ولم يتهمنا بفقدان المروءة بسبب ملابس. تنويه: تخيل أن تدخل السوق وتشتري ملابس، وما أن تخرج من هذا السوق المصرح له ببيع تلك الملابس حتى تجد الأمن يلقي القبض عليك بتهمة شراء ملابس مخلة بالآداب، فيما ذاك السوق مازال يبيع تلك الملابس، دون أن يتم القبض عليه بنفس التهمة الموجهة لك، ألن يثير هذا المشهد حنقك وستشعر بأنك مضطهد، وستحاول الانتقام ممن اضطهدك؟ صالح الطريقي - عكاظ