تعيش مدن غرب ليبيا حالة من الترقب والقلق الأمني في ظل تصاعد التحشيدات العسكرية والاشتباكات المتفرقة بين الميليشيات المسلحة، التي تتنافس على السيطرة على الأراضي والمرافق الاستراتيجية. أسفرت هذه المواجهات عن سقوط قتلى وجرحى، معظمهم من المدنيين، وهو ما يعكس تزايد المخاوف من العودة لجولة جديدة من الاقتتال. في العاصمة طرابلس، تجددت الأوضاع الأمنية المتوترة مع تحركات لميليشيات مسلحة في مناطق مختلفة. وشهد محيط جامعة طرابلس حادثًا مأساويًا، حيث أصيب طالب وطالبة بشظايا مقذوف نتيجة إطلاق رتل مسلح النار بشكل عشوائي في محاولة لترهيب المارة وإظهار القوة. تم نقل الطالبين إلى المستشفى في حالة حرجة. وفي مدينة الزاوية، تصاعدت الاشتباكات بين ميليشيا "الكابوات" وعناصر جهاز "مكافحة التهديدات الأمنية" في محيط مصفاة النفط، مما أسفر عن مقتل عنصر أمني وشاب مدني، إضافة إلى العديد من المصابين. كما تسببت المواجهات في أضرار للمنازل والمحال التجارية، مما أضاف حالة من الذعر والقلق بين السكان. وفي ظل هذه التحركات، التي أثارت مخاوف من تصاعد القتال بين التشكيلات العسكرية المتنافسة، تزداد حالة الترقب في طرابلس والمدن المجاورة. هذه التحركات تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تشهد البلاد انقسامًا عسكريًا وسياسيًا متزايدًا، ما يزيد من القلق لدى السكان. وقد حذر المجلس الرئاسي الليبي من أي تحركات أو تنقلات أمنية وعسكرية غير مصرح بها، مؤكدًا أن أي تصرف خارج الإطار القانوني يعد خرقًا يعرض مرتكبيه للمسائلة القانونية. على الرغم من الدعوات المتزايدة لتفكيك الميليشيات أو دمجها في جيش وطني موحد، إلا أن الصراعات بين هذه الجماعات لا تزال مستمرة في غرب ليبيا. هذه الصراعات تعكس تحديات أمنية كبيرة تهدد الاستقرار الهش في البلاد. وفي ظل هذه الأوضاع، يعيش المواطنون في طرابلس وغرب ليبيا حالة من الترقب المستمر، وسط مخاوف من تجدد الاقتتال الذي قد يعمق من الأزمة ويؤثر سلبًا على أمنهم واستقرارهم. وتتطلب التحديات الأمنية التي تواجه البلاد مسارًا ديمقراطيًا جديدًا يرتكز على الحوار الوطني الشامل، من أجل توحيد ليبيا تحت سلطة منتخبة. وإنهاء الانقسام العسكري والسياسي يتطلب إرادة حقيقية من كافة الأطراف الليبية، لتحقيق الاستقرار الدائم، وبناء مؤسسات الدولة، وتعزيز حكم القانون