شهدت بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة حركة نزوح جماعية للمواطنين باتجاه بلدة جباليا، بحثًا عن ملاذ آمن، تزامنا مع استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع، وإصداره "تحذيرا عاجلًا" لسكان عدد من المناطق في شرق وشمال شرقي غزة، وتحديدًا أحياء بيت حانون، وخربة خزاعة، وعبسان الكبيرة والجديدة، وطالبهم بإخلائها. كما أعلن في بيان، أنه بدأ هجومًا قويًا في هذه المناطق، التي وصفها ب "مناطق قتال خطيرة"، ودعا السكان إلى التوجه نحو "مناطق الإيواء" غرب مدينة غزة وخان يونس. إلا أن هذه الدعوات لم تخلُ من الغموض والمخاوف؛ فقد أفاد شهود عيان ومراسلون صحفيون أن المخيمات التي يُطالب السكان بالتوجه إليها أصبحت تبدو كفخٍ محكم الإعداد، وسط مشاهد الاستهداف المتواصل الذي يستهدف حتى مواقع يُعتقد أنها ملاذات آمنة. ووفقًا لهذه الشهادات استهدف الاحتلال مخيم المواصي في مدينة خان يونس، التي دعا الجيش الإسرائيلي سكان شرق غزة للتوجه نحوها. إلى ذلك، أشار الاحتلال الإسرائيلي إلى إغلاق معبر رفح ومنع المرضى والجرحى من مغادرة القطاع الذي، حيث كان يمر عبره 50 مريضًا وجريحًا يوميًا إلى مصر، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما لا تزال المعابر الرئيسية الأخرى، ومن ضمنها معبر "إيرز" ومعبر "كرم أبو سالم"، مغلقة منذ نحو أسبوعين. أتى ذلك، بعد تعثر جولات من المفاوضات في القاهرة والدوحة على مدار أسابيع، وفشلها في التوصل إلى تمديد للهدنة. ففيما طالبت إسرائيل بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، أكدت حماس تمسكها بما اتفق عليه سابقا والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق كما جاء وسط تصاعد الضغوط في الداخل الإسرائيلي على حكومة نتنياهو من قبل بعض الأصوات المتطرفة، التي طالبت بالعودة إلى الحرب بدل الانتقال إلى المرحلة الثانية. ووسط تصاعد القصف الإسرائيلي، يبدو أن أهل غزة يُتركون في موقف صعب بين ضرورة النزوح وحتمية المخاطرة عند التوجه إلى مناطق الإيواء التي قد تتحول إلى كمين استراتيجي يستهدفهم. وفي هذا السياق، يبقى السؤال قائمًا حول مدى قدرة جميع الأطراف على وقف التصعيد ومنع المجزرة التي ينفذها الاحتلال في قطاع غزة.