يقول نيتشه:" لا تقع ضحية المثالية المفرطة، وتعتقد بأن قول الحقيقة سوف يقرّبك من الناس. الناس تحبّ وتكافئ من يستطيع تخديرها بالأوهام، فمنذ القدم والبشر لا تعاقب إلاّ من يقول الحقيقة، إذا أردت البقاء مع الناس شاركها أوهامها. الحقيقة يقولها من يرغبون في الرحيل". قد تأخذك المقولة السابقة في اتجاهات متعددة، فهل هي تحفز على إذكاء تجارة الوهم؟ أم إسماع الناس ما يريدون سماعه حتى وإن كان مخالفًا للمنطق؟ وهل هي مدح أم ذم في قول الحقيقة؟ ولكن الحقيقة هي أن من مميزات الإداري الناجح قدرته على التعامل مع رؤسائه ومرجعياته وأقرانه وموظفيه حتى وإن كان رئيسًا تنفيذيًا، فعليه أن يستطيع التعامل مع الملاك ومجلس الإدارة واللجان؛ لتحقيق ما يريدونه وما يريد أن ينجزه هو أيضًا، وتلك إحدى فنون الإدارة التي لا يتقنها جميع الإداريين، حتى الرؤساء التنفيذيين، والحقيقة أن هناك فرقًا بين إدارة الشركة العائلية وإدارة شركة مدرجة، ولديها أعلى درجات الحوكمة، أو أن تدير شركة / ناديًا رياضيًا، يعتبر جزءًا من مشروع دولة ضخم جدًا. الحقيقة الواضحة من المشهد الحالي أن إدارات الأندية أصبحت كرفيق التمارين للاعبين الكبار، مثل لاري هولمز البطل الكبير مع الأسطورة محمد علي كلاي، وفرانكو كولومبو مع أرنولد شوارزنيجر، وهذا الأمر ليس تقليلًا من هؤلاء الرياضيين، أو من رؤساء الأندية، فحتى إن لم تكن لديهم الصلاحيات المطلقة التي كانت لدى من سبقوهم أو توقعوها، فكان من المتوقع أن يكون لديهم المهارة الخاصة بالتعامل مع مسيري المشروع (رغم التخبط وانعدام الوضوح الذي نراه منهم) لذلك نرى أن بعضهم أكثر سلاسة إداريًا من الآخرين الأسرع استسلامًا. بُعد آخر.. يقولون إن هناك (لهوًا خفيًا) يدير كرتنا، وأنا أقول: إن هناك جهات رقابة بإمكان من يزعم ذلك الذهاب إليها، فنحن لسنا جمهورية موز، ولكن الحقيقة كما قال دوستويفسكي:" الإنسان يحب أن يخدع نفسه بنفسه، ويستمتع بذلك كثيرًا".