بمرور الوقت، عرفت أن علاقتك بالآخرين هي انعكاس مباشر لعلاقتك بنفسك، فإذا كنت تعامل نفسك بشكل سيئ، فإنك سوف تسعى دون وعي إلى البحث عن الآخرين الذين يعاملونك بشكل سيئ، بل وتتسامح معهم، وإذا كنت تعامل نفسك بكرامة واحترام، فإنك ستتسامح مع الآخرين الذين يعاملونك بكرامة واحترام، كما أن الطريقة الوحيدة للشعور بالرضا عن نفسك هي القيام بأشياء تستحق الشعور بالرضا عنها، فالفشل الوحيد هو عدم المحاولة والرفض الوحيد هو عدم الطلب، والخطأ الوحيد هو عدم المخاطرة بأي شيء، فالنجاح والفشل مفهومان غامضان لا وجود لهما في ذهنك إلا قبل أن تفعل شيئًا، وليس بعده فبعد وقوع الأمر، سيصبح كل شيء مزيجًا من الاثنين، ويجب أن نكون علي دراية كاملة بأنه لن يأتي أحد لإنقاذنا، فلن يحل أي شيء كل مشاكلك أو يحقق أهدافك، لن يستطيع أحد إصلاحك ما يجعلك سوف تشعر دائمًا بعدم الكفاءة، وعدم الرضا عن حياتك إلى حد ما إذا كنت تعتمد علي أحد، كذلك إذا كنت تريد شريكًا جيداً؛ فكن أنت أولاً شخصًا جيد فإذا كنت تريد شريكًا مخلصًا وجديرًا بالثقة فكن كذلك مخلصًا وجديرًا بالثقة بنفسك أولًا، وتذكر أن الأشياء الأكثر قيمة في الحياة تتراكم على مدى فترة طويلة من الزمن، وهنا أقصد الصحة والثروة والمعرفة والثقة والعلاقات بالآخرين، فهذه الأشياء سوف تسبب لك الإحباط عندما تكون صغيراً لأنها بطيئة، ولكن إذا بدأت في بناء هذه الأهداف منذ سن مبكرة ولم تتوقف، فبحلول الثلاثينيات والأربعينيات من عمرك ستتمتع بحياة جيدة، ولكن يجب أن تدرك أن الأشياء الأكثر إثارة وجاذبية في الحياة هي العكس تمامًا؛ فالأشياء التي تبدأ بسعادة شديدة بعد ذلك يكون لها عوائد متناقصة بشكل كبير، دائماً المرة الأولى رائعة، المرة الثانية جيدة ، ولكن بعد ذلك تبدأ الأمور تسوء وتصبح اعتيادية لذلك تأكد من تجربة كل هذه الأشياء لفترة قصيرة، ثم انتقل إلى المرحلة التالية فعالمنا مليء بالمحفزات والفرص وإذا لم تجد صعوبة في رفض الخيارات، فهذا يعني أنك لم تحدد أولويات ما يهمك بشكل صحيح، فتحمل المسؤولية عن جميع مشاكلك يخفف من المعاناة أكثر مما يخلقها؛ حيث يفترض معظم الناس أنه إذا تحملت مسؤولية كل الألم في حياتك، فإنك ستشعر بالأسوأ حيال ذلك، لكن ليطمئن قلبك العكس هو الصحيح في الواقع، فكلما زادت المسؤولية التي تتحملها، زادت قدرتك على القيام بشيء ما حيال ذلك الألم لأنك عندما تلوم شخصًا آخر على مشاكلك، فإنك تمنحه السلطة عليك وتسمح له بتحديد سعادتك وطريقة عيشك، وهذا أمر خطأ جدًا لا تفعله فالشخص الواثق من نفسه لا يُظهر للناس أنه واثق من نفسه، فهو كذلك بالفعل دون أن يتحدث كثيرًا، كذلك الحب هو ليس سببًا للالتزام، بل هو نتيجة له فلا تنتظر حتى تحصل على علاقة مثالية؛ لكي تلتزم بشخص ما بل التزم بالشخص من أجل إنشاء علاقة مثالية معه.