إعداد بطل أولمبي يتطلب سنوات من التدريب والتطوير المستمر، فعادةً ما تبدأ العملية في سن مبكرة، حيث يمكن أن تتراوح المدة اللازمة بين 8 إلى 12 سنة أو أكثر، اعتمادًا على الرياضة وطبيعة التدريب، متضمنة الإعداد والتدريب البدني والنفسي، والتغذية السليمة، للوصول إلى المستوى الأولمبي الذي يتطلب الالتزام والانضباط العاليين، إضافة إلى الدعم المناسب من الفرق والمختصين. تاريخ المشاركة الأولمبية السعودية يمتد لأكثر من خمسين عاماً، إذ تعود لعام 1972م في دورة ميونخ؛ حيث كانت المشاركة الأولى، ومنذ ذلك الحين شاركنا في معظم الدورات الأولمبية الصيفية، ولكننا للأسف حتى الآن لم نحصل إلا على خمس ميداليات أولمبية، ليس بينها ذهبية، وإحداها شرفية. فشلنا الأولمبي الذريع ليس وليد مشاركة عابرة، بل سلسلة من انعدام الخطط والإستراتيجيات والتنفيذ، فكيف بدول صغيرة المساحة وقليلة السكان والإمكانات؛ مثل جامايكا وكوبا وفنلندا أن تحقق أعدادًا كبيرة من الميداليات والإنجازات الأولمبية، ونحن ما زلنا نتحدث عن الخطط المستقبلية؟! فأنا على سبيل المثال شخص في منتصف الأربعينات من عمري؛ لذلك كان من المفترض أن أرى أبطالًا يحرزون ميداليات، أو ينافسون بقوة في أكثر من أولمبياد، على مدار السنوات الماضية، ولكن على العكس بدأت أشاهد في الألعاب الأولمبية دولاً حديثة تشارك؛ لم تكن موجودة على الخارطة، أكثر من رؤيتي إنجازاتنا الأولمبية، ومن يدري فقد نشاهدهم يتجاوزوننا في الميداليات. عملية التركيز على الألعاب الرياضية بالإمكان أن تتم بذكاء، فهناك ألعاب رياضية أولمبية يمكن المشاركة بها بأقل المجهودات اللوجستية والمالية، وكلامي هذا لا يعني التقليل منها، فلا توجد رياضة سهلة أبداً، ولكننا بكل بساطة مللنا من التخطيط اللا نهائي. بعد آخر 28 عاماً منذ بدء مشاركتنا الأولمبية لتحقيق أول ميدالية. في المقابل شاركت كينيا لأول مرة عام 1956، وحققت أول ميدالية لها في دورة عام طوكيو 1964، وجامايكا شاركت لأول مرة عام 1948 وحققت أول ميدالية في نفس الدورة، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الدولتان عن تحقيق الميداليات، حيث حققت الأولى 113 ميدالية، متميزة بشكل خاص في رياضات المسافات المتوسطة والطويلة، والثانية 87 ميدالية متميزة في رياضات ألعاب القوى، خصوصاً في سباقات السرعة.. حدثني عن العمل بذكاء وتركيز.