هناك اختلافات بين مرض سكري الحمل و بين مرضى السكر السابق على الحمل. أهم هذه الاختلافات أن سكري الحمل لا يحدث قبل الأسبوع الرابع و العشرين للحمل ، و بالتالى فإنه في فترة تكوّن أعضاء الجنين ، و هي الفترة السابقة على الأسبوع الثالث عشر للحمل ، لا يكون هناك اضطراب في انضباط مستويات السكر في الدم ، ولذا فإن سكري الحمل لا يسبب عيوبا خِلقية ، و لا يسبب زيادة في نسبة الإجهاضات ، أما السكري السابق للحمل ، إذا لم يكن مصحوباً بانضباط دقيق لمستوى السكر في الدم ، فإنه سبب لزيادة نسبة الأجنة الذين لديهم عيوب خلقية ، إما في العمود الفقري أو في القلب و غير ذلك ، و لهذا فإن نسبة الإجهاضات تكثر أيضاً. كثيراً ما يحدث أن تتروع الحامل إذا نُصحت بتعاطى الأنسولين ، و البعض يظن خطأ أن تعاطى الأنسولين خلال الحمل يعنى ثبات سكر الحمل و استمراره بعد الولادة وهذا خطأ كبير، إنني أحمد الله كثيرا الذي فتح لنا باب معرفة طرق تركيب الأنسولين الصناعي، والتطور الكبير الذي شهدته أنواع الأنسولين ، هذا التطور الذي جعل علاج السكر عند الحوامل أمراً يسيراً و فعالاً. من المهم أن تستشير أي أخت لديها مرض السكري الفريق الطبي الذي تتعامل معه مهما كان علاجها قبل الحمل، و إذا كانت النصيحة أن تتحول الى العلاج بالأُنسولين فيجب أن تتبع هذه الإرشادات بدقة . إن ضبط مستوى السكر في الدم مهم جدا لكى تتكون أعضاء الجسم بشكل طبيعي خال من العيوب الخلقية، و هذا قد لا يتأتى إلا بالموازنة بين أنشطة جسم الأم الحركية ، و نوعية غذائها مع الأنسولين . إذا حدث الحمل خلال السيطرة على مستوى السكر في الدم ، نكون قد نجحنا في تجاوز مخاطر النشأة الأولى، و لكن المتابعة خلال الحمل مهمة ، لأن جرعات الأنسولين التي نحتاجها للحفاظ على مستوى السكر الطبيعي في الجسم تتغير و الأغلب أن تتزايد . التحضير للحمل عند مريضات السكر يجب أن يتضمن فحص شبكية العين على الاقل مرة قبل الحمل و أخرى عند منتصفه. المتابعة الحثيثة للحامل مهمة و خاصة للاكتشاف المبكِّر لأي ارتفاع في ضغط الدم وهو أمر شائع في الحمل المصاحب لمرض السكر ، ينصح بأخذ جرعة يومية من حبوب أسبرين الأطفال بعد الأسبوع الثالث عشر للحمل ، بهدف التقليل من مخاطر ضغط الدم على مريضة السكري. يعتقد العلماء أن تجاوز مستوى السكر في الدم للحد الطبيعى ، يؤدى إلى مضاعفة المشكلات الجسدية التى قد تحدث للطفل خلال الولادة ، و كذلك يضاعف الحاجة للعمليات القيصرية ، ويؤدى أيضا الى زيادة مشكلات المولودين حديثاً ، تلك التي تستدعي إدخاله إلى وحدة العناية الحثيثة للمواليد. (يتبع..)