قد تتعرض المرأة خلال حملها لما يعرف بسكري الحمل، وهو يصيب 4% من الحوامل وعادة يتم تشخيصه في الشهر الخامس او السادس من الحمل (ما بين الاسبوع 24 الى الاسبوع 28 من الحمل)، وفي معظم الاحيان يعود مستوى السكر في الدم الى قيمته الطبيعية بعد ولادة الجنين. ويقول استشاري النساء والولادة بمستشفى الثغر بجدة الدكتور محمد يحيي قطان، ان سكري الحمل هو نوع من انواع السكري الذي يحدث خلال فترة الحمل، واذا كانت الحامل تعاني من سكري الحمل فان جسمها غير قادر على حرق السكريات في الدم كما يجب، وبالتالي فان مستوى السكر في الدم يرتفع. وعن اسباب سكري الحمل اوضح ان معظم الحوامل يعانين من ضعف تحمل الجلوكوز بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل وهذا يعني ان مستوى السكر في الدم لديهن يكون اعلى من الحد الطبيعي ولكن ليس بشكل يسبب السكري، وفي اخر ثلاثة شهور من الحمل، وتعرض هذه التغيرات الهرمونية الحوامل لخطر الاصابة بسكري الحمل، كما انه خلال فترة الحمل تقوم المشيمة بإفراز هرمونات تساعد الام على ابقاء مستوى السكر بالدم طبيعيا وتحميها من هبوط السكر حيث تعمل هذه الهرمونات على ايقاف عمل هرمون الانسولين، كما انه ومع تقدم الحمل تضعف هذه الهرمونات قدرة الحامل على تحمل الجلوكوز مما يؤدي الى ارتفاع السكر بالدم ويحاول الجسم افراز هرمون الانسولين بكمية اكثر حتى تستطيع خلايا الجسم استهلاك السكر بالدم، كما انه عادة يقوم بنكرياس الحامل بإفراز الانسولين بكميات كبيرة تصل الى ثلاثة اضعاف كمية الانسان الطبيعي ليتغلب على تأثير هرمونات الحمل على نسبة السكر، واذا لم يستطع البنكرياس ان يتغلب على هذا التأثير الهرموني فان نسبة السكر بالدم ترتفع وينتج عن هذا سكري الحمل. وحول علاج سكري الحمل اكد ان الهدف من العلاج هو ابقاء سكري الدم ضمن الحد الطبيعي طوال فترة الحمل لضمان سلامة الجنين، والمراقبة الحثيثة للام والجنين طوال فترة الحمل وذلك عن طريق فحص الجنين، مراقبة مستوى السكر في الدم، اتباع نظام غذائي متزن، ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ثلاث مرات اسبوعيا على الاقل، مراقبة زيادة الوزن، العلاج بالادوية التي يصفها الطبيب، مع التنويه بأن السكري يوثر على الجنين طوال فترة الحمل.