قبل عدة أيام إستيقظ محبو الشعر في الوطن العربي علي فاجعة أدمت القلوب بعد الإعلان الحزين عن وفاة مهندس الكلمة وأيقونة ورمز من رموز الشعر العربي الأصيل سمو الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – بعد صراع مع المرض، غاب البدر لكنه لم يغب عن محبيه وجمهوره من المحيط للخليج، فسيظل أيقونة بارزة من درر العنقود الذهبي المستمر في الازدهار لشعراء المملكة والجزيرة العربية، وقد قدم الفقيد العديد من الأعمال التي لا حصر لها أمتعت الجمهور العربي بوجه عام والخليجي بوجه خاص، فيعدّ سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن أحد أبرز رواد الحداثة الشعرية بالجزيرة العربية فهو صاحب مجهودات كبيرة ساهمت في وضع نصوص أدبية ذات مستوى راقٍ حيث جمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للمملكة والعالم العربي، حين تلقيت ذلك النبأ الحزين شعرت برغبة عارمة في البكاء فلا يوجد أحد منا لا يحمل ذكري مع كلماته أو موقف نبيل قدمه، فرحل البدر لكن كلماته ومسيرته الشعرية لم ترحل وستبقي ذكراه وبصمته المميزة في تاريخ الشعر والأدب السعودي والعربي حاضرة في كل الأوقات، فقلماً نجد شاعراً يستطيع بكلماته نثر الجمال والفكر والعاطفة في آن واحد، وسيظل أثره خالداً في عالم الشعر الأدب ومصدراً مُلهماً لكل الأجيال القادمة، فمن يعرف مهندس الكلمة يعيّ جيداً حبه للفن التشكيلي فقد تميز الفقيد بلمسة فنية أخرجت من تحت يده لوحات فنية تحاكي الأصالة العربية وتبوح لجمهوره بأسرار التراث والصحراء والطبيعة التي نقلها لنا عن طريق لوحات لفنان صاحب رؤية تعبيرية مع لمسة شاعر، هناك بعض المواقف نقف أمامها دون أن تسعفنا فيها الكلمات وهذا الموقف جعلنا نجد أنفسنا عاجزين عن التعبير، لكن سيظل عزاؤنا الوحيد هي كلماته التي تلامس قلوبنا في كل وقت حتي نلقاه، فموت الجسد لا يعني موت التاريخ."ذبلت أنوار الشوارع وإنطفى ضي الحروف". رحم الله مهندس الكلمة، رحم الله سمو الأمير بدر بن عبد المحسن، إلي جنات الخلد يا بدراً أنار سماء الشعر العربي والسعودي.