على الرغم من الاعتقاد التاريخي بأن الناس لا يستطيعون التغيير، إلا أن هناك أدلة علمية تشير إلى أنه يمكن تغيير السلوكيات والأفكار والأخلاقيات وحتى السمات الشخصية. مثل معظم الأهداف في الحياة، يجب أن يرغب الشخص في التغيير ويبذل جهدًا لتحقيق ذل. التغيير يحدث من الداخل أولاً، فالحديث الإيجابي مع النفس، أمر بالغ الأهمية ، فهو مهارة تسمح لك بالتفاؤل تجاه نفسك ،والتحدث إلى نفسك بطريقة راقية، وهنا لا أقصد أن الحديث الذاتي الإيجابي قد لا يعني أن تكون إيجابيًا طوال الوقت، لكن يمكن أن تكون واقعيًا مع نفسك ، وتعترف عندما ترتكب خطأً بدلاً من استنكار الذات وجلدها،حتى لو لم يكن الأمر طبيعيًا في البداية، قد يصبح أكثر جوهرية بمرور الوقت، المرونة العصبية كبشر ، لها قدرة لدينا على التغيير. فالجهاز العصبي قادر على تطوير اتصالات عصبية جديدة، وهذا يعني أنه يمكننا تكوين روابط جديدة في أدمغتنا تسمح لنا بالتفكيروالتفاعل بشكل مختلف. قد لا تتغير اتصالاتنا العصبية بين عشية وضحاها، ولكن إذا كنا نفكر في الأفكارالإيجابية بانتظام، ونعمل بنشاط على تعديل سلوكنا أو استجاباتنا، قد يصبح الأمر أكثر طبيعية مع تقدم الوقت. قد يكون التغيير صعبًا في البداية، فقد تضيع أو تشعر بفقدان عاداتك القديمة، وقد تواجه صعوبة وتضطر لطلب المساعدة، ولا بأس فقط ضع باعتبارك أن سلوكياتك الجديدة ، من شأنها أن توفر أكبر قدر من الفائدة لك ولمن حولك. قد يكون هناك عنصران حاسمان للتغيير: الرغبة في التغيير، والاعتقاد بأنه يمكنك التغيير، في كثير من الأحيان، يقرر الناس إجراء تغييرعندما يصلون إلى الحضيض، أو يصلون إلى مكان يشعرون فيه بالملل والتعب من الطريقة التي يعيشون بها، خاصة عندما تعمل على إحداث تغيير كبير في حياتك، فتصور التغيير ورؤيته كخيار قابل للتطبيق يمكن أن يكون مفيدًا ، وهذا هو المكان الذي قد يأتي فيه الحديث الإيجابي مع النفس ، وأدوات أخرى مثل إعادة الهيكلة المعرفية والوعي الذهني ، فقط ضع في اعتبارك أنه يمكنك التغيير في أي وقت. في ستينيات القرن الماضي أقيمت دراسات وتبعتها بعد خمسين عام دراسات أخري، بأن الشخصية يمكن أن تتغير ، ونظر الباحثون إلى السمات الشخصية الخمس الكبرى وهي الانطواء مقابل الانبساط، والانفتاح على الخبرة، والقبول، والضمير والعصابية مقابل الاستقرار العاطفي، ووجدوا أن تغيُّر الشخصية يمكن أن يحدث في كل هذه المجالات، حيث يمكن أن تغيير الشخصية من خلال العمل بنشاط على السمات الشخصية التي يرغب الإنسان في تعديلها. قد لا يكون التغيير سهلاً دائمًا ، فهناك بعض العوائق تمنع الناس من التغيير، لكن يمكن تجاوز الأمر إذا كان هناك علاج لصدمة كامنة جعلت الشخص يعتمد سلوكيات معينة، أو تكتيكات دفاعية، أو آليات للتكيُّف، فإذا كنت تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة أو تعرضت لحدث صادم، فاعلم أن المساعدة متاحة وأنه يمكنك الوصول إلى مكان أكثر صحة وسعادة.