صناعة منتجات أو مستحضرات التجميل في العالم، تمثّل سوقاً كبيرة مزدهرة حيث بلغ حجمها 262.21 مليار دولار أمريكي في 2022م وفقاً لإحدى المنصّات العالمية البحثية، ومن المتوقع أن تنمو السوق نمواً سنوياً مركباً بنسبة 4.1 % حتى العام 2030م . وتتمحور صناعة مستحضرات التجميل في فروع رئيسية هي مستحضرات العناية بالبشرة والماكياج والعناية بالشعر ثم العطور وباقي المنتجات الأخرى. وفي المملكة ، فقد أوضح أحد المواقع البحثية، أن سوق مستحضرات التجميل تبشِّر بمستقبل كبير، حيث تشير إحصائية موثّقة أن حجمها بلغ 3.82 مليار دولار أمريكي في العام 2021م، ومن المنتظر أن تنمو نمواً مركباً بمعدل سنوي يبلغ 23 %، وتعدّ إحدى الأسواق الكبيرة لمستحضرات التجميل ومنتجات العطور بالشرق الأوسط، حيث يسعى البعض إلى الإنفاق بشكل كبير على مظهرهم (كفاتورة) للجمال لا سيما النساء والشباب والشابات، كما أن الاستخدام الواسع لوسائل التواصل الإجتماعي بالمملكة، أتاح وعياً كبيراً بمستحضرات التجميل كافة، وقد وفَّرت وأحدثت تلك الوسائل أثراً و خلقت طلباً متزايداً على تلك المنتجات، لذا فقد ازدادت مبيعات مستحضرات التجميل بنحو كبير عبر الإنترنت ومنصّات وسائط التواصل الاجتماعي مثل انستغرام ويوتيوب وغيرها ، كما أضحت منصات التجارة الإلكترونية تحظى بإقبال كبير من المستخدمين لمنتجات التجميل،وكل هذه المحفِّزات وفَّرت الفرص للعلامات التجارية العالمية وقطاع التجزئة لزيادة عروضهم لاستقطاب تلك الطلبات الكثيرة. وإزاء ذلك كله وتوطيناً لصناعة منتجات (الجمال) وإسهام سوقها الكبير في الاقتصاد الوطني ، فهنالك حزمة من المقترحات لقيام صناعة مستحضرات تجميل وطنية بجودة تؤهلها للمنافسة العالمية ووفق أسس علمية واقتصادية تحت إشراف الهيئة العامة للغذاء والدواء كجهة تنفيذية وتنظيمية ورقابية بجانب دورها في تعزيز الامتثال لنصوص نظام منتجات التجميل الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/49/بتاريخ 18/6/1436ه ولائحته التنفيذية، وتتمحور هذه المقترحات في تنظيم مسابقات لذوي المواهب في تصنيع المنتجات التجميلية واختيار أفضلها وتحَّفيزهم ومساندتهم للدخول في هذه الصناعة مع التنسيق مع الهيئة المعنية لاعتماد تلك المنتجات. كما أن هنالك أهمية لدعم وتمّكين الشباب والشابات ذوي الخبرة والرغبة في هذه الصناعة، وتأسيس كليات لصناعة منتجات التجميل لرفد السوق بمخرجات واعية بأبعاد هذه الصناعة أو إقامة معاهد مختصة بصناعة مستحضرات التجميل ، ويمكن أن تستقطب الجامعات التي تدرس فيها الكيمياء عدداً من المؤهلين الراغبين في الدخول في مشاريع هذه الصناعة، كما يمكن إلحاق صناعة مستحضرات التجميل بكليات العلوم في الجامعات مع الاستفادة من تجارب الخبراء العالميين في هذا المجال لتدريس الطلاب والطالبات أسس ومناهج هذه الصناعة، أو ابتعاث بعضهم للخارج لدراسة هذا المجال ليعودوا بعلم وخبرات تساهم في إثراء هذه الصناعة دعماً للاقتصاد الوطني.