أكد استشاري أمراض الجهاز التنفسي واضطرابات النوم نائب مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور فارس فلاح الحجيلي ل"البلاد"، أن الأرق يعدّ من أكثر اضطرابات النوم انتشاراً، إذ أنه من الصعوبة أن نجد إنساناً لم يمرّ بتجربة الأرق في يوم من الأيام خلال فترة حياته. والأرق نوعان: الأول: الأرق الحادّ ويشكو منه الفرد ليلة أو إثنتين أو ثلاثاً، ومسبباته عديدة؛ منها: التوتر، وضغوطات الحياة والعمل ، والثاني: الأرق المزمن ، ويحدث ثلاث مرات في الأسبوع ولمدة ثلاثة أشهر متواصلة، وهذا النوع يستوجب التشخيص والعلاج لدى الأطباء المتخصصين لمعرفة مسبباته. وتابع : يحرص أطباء النوم عند زيارة من يعاني من الأرق؛ على دراسة الحالة من كل جوانبها وإخضاعها للاختبارات العلاجية لكشف المسبب الرئيسي لاضطراب النوم، ولا يستخدم العلاج بالأدوية إلا بعد فشل طريقة العلاج غير الدوائي أو ما يسمى بالعلاج السلوكي المعرفي ، وهناك طرق للعلاج غير الدوائي، مثل: تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ يومياً حتى في الإجازات ، ممارسة الرياضة، كأفضل الوسائل لمواجهة الأرق على أن لا تكون قبل النوم مباشرة ، تهيئة بيئة نوم مريحة ، ومنع استخدام الأجهزة قبل النوم على الأقل بنصف ساعة لكونها من المصادر المنشطة التي تمنع من الدخول في النوم. وعن مراحل النوم وماذا يحدث فيها، واصل الحجيلي بقوله: يمر الفرد خلال نومه بعدة مراحل، لكل منها دور مهم في وظائفه الحيوية، فهناك المرحلتان الأولى والثانية، وهما ما يطلق عليهما النوم الخفيف الذي يبدأ مع بداية الدخول في النوم، تليهما بعد ذلك مراحل النوم العميق، التي لها دور بالغ الأهمية لاستعادة جسم الإنسان لنشاطه، وينتج عن النقص في النوم العميق شعور بالإرهاق والتعب خلال ساعات النهار، وبعد ذلك يدخل الإنسان في مرحلة الأحلام، أو ما يسمى بمرحلة حركة العينين السريعة، وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام، ويستعيد فيها الذهن نشاطه وحيويته. وحول شكوى البعض من متلازمة تململ الساقين مضى د.الحجيلي قائلاً: متلازمة تململ الساقين عبارة عن الشعور بعدم الراحة في الساقين، وغالباً ما يحدث ذلك ليلاً. وقد يكون سبب عدم الشعور بالراحة الإحساس بالتنميل، ولا يتحسن عادة إلا بتحريك الساقين ، وقد تؤدي هذه المتلازمة إلى الأرق والشعور بالنعاس أثناء النهار. أسبابها متعددة، وكذلك طرق العلاج. ويحتاج المريض الذي يعاني من هذه المشكلة إلى استشارة طبيبه للتشخيص ومعرفة الأسباب وطرق العلاج. وعن مفهوم النوم القهري قال : النوم القهري يسمى أيضاً ب"الخدر المفاجىء" ، ويعاني المصابون بهذا المرض من النعاس المفرط خلال ساعات النهار، والشعور المفاجئ بالنوم، حيث يعاني المصابون من صعوبة في الاستيقاظ لفترات طويلة، مما يسبِّب اضطرابات في الروتين اليومي ، ومن الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب ضعف مفاجئ في العضلات مصحوباً بالوعي الكامل ، ويتمحور هذا المرض حول عدم قدرة الدماغ على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي، والانتقال بينها بشكل طبيعي، وأحد أهم أسبابه وجود نقص في انبثاقات الأعصاب المفرِزة لمادة الأوريكسين (وتعد مادة الأوريكسين أحد النواقل العصبية المهمة التي تفرز من مركز في المخ يعرف بالمركز تحت المهادي) مقارنة بالأصحاء الذين لا يُعانون من المرض ، وهذا المرض يحتاج إلى تشخيص دقيق ومجموعة فحوصات واختبارات للنوم في المراكز المتخصصة. وعن نقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم قال : هي حالة منتشرة جداً، والرجال أكثر تعرضاً له من النساء ، ويعاني المصابون بهذه الحالة من الشخير المزمن، وانقطاع التنفس أثناء النوم نتيجة ارتخاء عضلات الجزء العلوي من الجهاز التنفسي ، ويمكن أن تتفاوت مدة توقف التنفس من عدة ثوان إلى ما قد يزيد على دقائق متواصلة، ولا يحصل الجسم في هذه الفترة على القدر الكافي من الأكسجين، وتتكرر هذه المشكلة مرات كثيرة أثناء النوم، مما ينتج عنه تأثيرات كثيرة في الجسم، ونتائج سلبية على القلب والدماغ، وارتفاع ضغط الدم.