حرصت المملكة العربية السعودية وهي الدولة المترامية الأطراف المتعددة الأعراف والتقاليد بالتعاون مع سلطنة عُمان، والإمارات، بتقديم الملف المشترك لتسجيل عنصر «حداء الإبل»، الذي يُعرف بأنه أحد أشكال التعابير الشفهية التقليدية ووسيلة التواصل بين الإبل ورعاتها. وبهذا التسجيل ، يصل عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي الذي نجحت المملكة في تسجيله ضمن القائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، إلى 11 عنصراً ثقافياً، وهي: المجلس، القهوة العربية، العرضة النجدية، المزمار، الصقارة، القط العسيري، النخلة، حرفة السدو، الخط العربي، حداء الإبل والبن الخولاني السعودي. و يعتبر التوثيق المحلي والدولي من اهتمامات المجتمعات الحريصة على تاريخها لانه يضيء مستقبل أجيالها ويساعد على ربط الماضي بالحاضر ويعمل في سلاسة على استمرار الهويّة الإجتماعية من خلال عادات الأجيال السابقة وما يجب أن تحرص عليه الأجيال القادمة. وفي مبادرة لها من الأهمية وفق خطة المملكة، قامت هيئة التراث في جدة بالدعوة الى ندوة حصر التراث غير المادي من خلال جلسة للعصف الذهني brain storming استمرت أكثر من ثلاث ساعات في مقر الهيئة ،أدارها الأستاذ نايف آل نمرة والأستاذة هيفاء الحميضان وحضرها العديد من رجال منطقة مكةالمكرمة وسيداتها حيث شارك الحاضرون من الليث وثول وبحرة وسكان مدينة جدة في جلسة العصف الذهني هذه بالتركيز على التراث غير المادي كل في منطقته وتفرعت المشاركات الى مواضيع جديرة بالتوثيق. هناك كثير من التفاصيل التي توضح شيئاً من الخصوصية لكل مجتمع من المجتمعات المذكورة في أهازيج الأعياد والزيجات والمناسبات الأخرى والتي تخصّ إحتفالات السيدات في الأعراس والولادة والتسّمية والسابع للمواليد. كما شارك الحضور من الرجال بما لديهم في مناطقهم من رقصات واشعار تخص المناسبات الاجتماعية المختلفة. كانت جلسة ثرية وكنا جميعا بحاجة الى توثيقها والمحافظة على استمرارها للأجيال حتى أن بعض الحضور من الفنانيين الموسيقيين ، أكد على توثيق الكثير من أغاني الفلكلور بكتابة النوتات الموسيقية وحفظها موثّقة بالكلمات حرصاً على سلامتها وتعريف النشء بها . وتحدث الدكتور عثمان الصيني في نهاية الندوة، موضحاً دور الجمعية والهيئة في هذا المشروع . لقد سررت بحضوري ضمن المدعويين لهذه الجلسة والتي أجمعنا فيها أننا نملك ثروة كبيرة ومتنوعة تستحق المحافظة عليها ،شاكرين وزارة الثقافة المتمثلة هنا في هيئة التراث على نشر الوعي بهذا التراث الأصيل الذي يشكّل هويّة مجتمعنا المتعدّد المتماسك الفخور بالإنتساب لبلادنا الطيبة المعطاء. أشكر كل من شارك في الإعداد والترتيب، وأخص بالشكر المستشارة داليا العبدلي أمينة التراث غير المادي بمنطقة مكةالمكرمة.