لطالما لعبت الرياضة دورًا أساسيًا في تشكيل المجتمعات، حيث قدمت الفخر الوطني وفرص النمو الفردي. السعودية.. دولة ذات تراث ثقافي غني، ليست استثناء من هذه الظاهرة. في السنوات الأخيرة، أدركت المملكة الإمكانات الهائلة للرياضة كوسيلة لتنويع اقتصادها، وتعزيز مكانتها العالمية؛ لذا، أصبح تطوير الاستثمار الرياضي محورًا رئيسًا؛ بهدف بناء بنية تحتية عالمية، وتطوير المواهب المحلية، وجذب الأحداث الرياضية الدولية. وللاستثمار الرياضي عدة مزايا، منها: التنويع الاقتصادي، الذي سيساهم في تطوير قطاع الرياضة، والبنية التحتية الرياضية، بما في ذلك بناء ملاعب ومرافق التدريب والمدن الرياضية، وخلق فرص عمل، وارتفاع في الايرادات غير النفطية. تعزيز السياحة والضيافة: الفعاليات التي استقطبتها المملكة؛ مثل بطولات الجولف والملاكمة، وفورمولا 1، وغيرها استقطبت الزوار من جميع أنحاء العالم، ما يعود بالفائدة على الفنادق والمطاعم وخدمات النقل والشركات المحلية. تعزيز الهوية السعودية والقوة الناعمة العالمية: إن اتخاذ خطوات كبيرة في الاستثمار الرياضي سيدفع المملكة العربية السعودية إلى الساحة العالمية، ما يظهر إمكانات المملكة في مختلف المجالات، ويعزز مكانتها كدولة متقدمة، ويعزز التبادل الثقافي. الصحة والرفاهية: تشجيع المشاركة الرياضية والأنشطة البدنية بين السكان سيحسن الصحة العامة ويؤدي إلى خفض تكاليف الرعاية الصحية. وقد شاهدنا جهود مبادرات وزارة الرياضة والاتحاد السعودي للرياضة للجميع، التي تم إطلاقها لتشجيع عموم المجتمع على ممارسة الرياضة. ولكن توجد عدة تحديات واعتبارات، منها؛ تنمية ورعاية المواهب المحلية، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستدامة على المدى الطويل؛ لذا لابد أن تركز المملكة على إنشاء أكاديميات رياضية متطورة، وبرامج تدريبية، وأنظمة تحديد المواهب لاكتشاف الرياضيين الشباب وتدريبهم، والتعاون مع المنظمات الرياضية الدولية وجذب المدربين المشهورين؛ لتحسين مهارات الرياضيين السعوديين، وتعزيز إمكانات أكاديمية مهد الرياضية التي تعمل على اكتشاف وتطوير المواهب وصناعة أجيال من الأبطال والقادة بالمجال الرياضي. البنية التحتية والخبرة: ستكون هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة لبناء مرافق رياضية حديثة، بما في ذلك الملاعب والساحات ومراكز التدريب، في كل مناطق ومدن المملكة. علمًا أن وزارة الرياضة تعمل حاليًا على مشروع تطوير المدن الرياضية؛ وفق منهجية مميزة؛ لاستقبال العديد من الفعاليات والبطولات العالمية في المستقبل القريب. خاتمة: ينطوي تطوير الاستثمار الرياضي في المملكة على إمكانات هائلة لصناعة الفرق في المشهد الرياضي في وطننا الغالي، والمساهمة في التنمية الشاملة؛ من خلال خلق بيئة مواتية للرياضيين للنمو، وجذب البطولات العالمية، وتعزيز ثقافة الرياضة، ويمكن للمعنيين الاستفادة من الدعم والتمكين الذي يقدمه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- في جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد دشن سموه مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضة، الذي يعتبر نقلة نوعية لمستقبل رياضي نابض بالحياة. عميد كلية علوم الرياضة