تستمر تداعيات الانقلاب الذي هزّ النيجر، حيث أعلن الحزب الحاكم في النيجر، أن سلطات الانقلاب نفّذت حملة اعتقالات واسعة، شملت عدداً من الوزراء، ونواب البرلمان، وقيادات في حزب الرئيس محمد بازوم، وقادة عسكريين وأمنيين. وأكد حزب النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية الذي كان حاكماً في البلاد، أن الانقلابيين ألقوا القبض على رئيس الحزب فوماكوي جادو، ووزير النفط ساني محمدو، ووزيرة التعدين يعقوبة أوسيني حديزاتو في حكومة الرئيس المحتجز. وجاءت هذه التطورات في وقت لاقى فيه الانقلاب العسكري في النيجر إدانة واسعة النطاق من جيرانها وشركائها الدوليين الذين رفضوا الاعتراف بالزعماء الجدد وطالبوا بإعادة بازوم إلى السلطة، بينما أكد وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، أن جميع الخيارات متاحة بشأن تحرك قوات بلاده في النيجر وانسحابها العسكري من الجارة مالي، وذلك بعد الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد بازوم. وقال الوزير للصحفيين خلال زيارة لمنشأة للأمن الإلكتروني تابعة للجيش الألماني: "نجري محادثات ونستعد للسيناريوهات المختلفة بخيارات متنوعة". وأضاف أن المسؤولين عن الانقلاب في النيجر تعهدوا بالالتزام بالاتفاقيات الدولية، لكنه أضاف أن هذا لم يتأكد بعد. بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع أرنه كولاتز: "في الوقت الحاضر، لم يواجه العاملون في القاعدة الجوية تهديدا منذ الانقلاب"، مضيفا "توقف نشاطهم على صعيد العمليات". وينتشر حوالي مئة جندي ألماني في النيجر، وتؤوي العاصمة نيامي قاعدة جوية مهمة للجيش الألماني تستخدم خصوصاً لانسحاب القوات الألمانية من مالي المجاورة. من جهتها، رفضت فرنسا التعليق، أمس، على أنباء تحضيرها هجوما على النيجر، مؤكدة أن محمد بازوم هو الرئيس الشرعي للبلاد. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن السلطة الوحيدة التي تعترف باريس بشرعيتها في النيجر هو الرئيس محمد بازوم. وأضافت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: "أولويتنا هي أمن مواطنينا ومنشآتنا التي لا يمكن استهدافها بالعنف وفقا للقانون الدولي". وأكدت فرنسا، عدم استخدام أي سلاح قاتل خلال احتجاجات أمس أمام سفارتها في عاصمة النيجر نيامي. ففي بيان مشترك صدر عن وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسيتين، أكد أنه خلافاً لما تقوله السلطات العسكرية في النيجر لم تستخدم فرنسا أي سلاح قاتل في نيامي. فيما برر البيان تدخل عناصر الأمن الفرنسيين ضد المحتجين، قائلاً: "الهجوم على مبنى سفارة فرنسا قامت به مجموعات حضرت له مسبقاً ولم تتمكن قوات الأمن التابعة للانقلابيين من السيطرة تماماً على هذه المجموعات".