أوضح استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه، أن مرض التصلب اللويحي، هو مرض عصبي مزمن؛ يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويؤثر في الدماغ والحبل الشوكي، ويسبب تلفًا في الغشاء المحيط بالخلايا العصبية، الذي يدعى المايلين؛ مما يؤدي إلى تصلب في الخلايا، وبالتالي بطء أو توقف سير السيالات العصبية المتنقلة بين الدماغ وأعضاء الجسم. وتابع: لا يزال السبب الفعلي للإصابة بتصلب اللويحي المتعدد غير معروف، لكن أظهرت بعض الدراسات الطبية أن هذا المرض هو أحد أمراض المناعة الذاتية، كذلك يلاحظ أن الأشخاص الذين يحملون تاريخًا طبيًا عائليًا إيجابيًا للمرض معرضون للإصابة بشكل أكبر من غيرهم، ويتم التشخيص عن طريق أخذ تفاصيل التاريخ المرضي، والفحص السريري، بالإضافة لإجراء بعض الفحوصات المساندة كصور الرنين المغناطيسي للدماغ، ووفق الإحصاءات العالمية يقدر عدد المصابين بالتصلب العصبي المتعدد بنحو 2.3 مليون شخص مصاب في جميع أنحاء العالم، ويصيب النساء أكثر من الرجال بنسبة 1 إلى 3، ويؤثر في فئة الشباب بين سن 20-50 سنة. وأضاف: أهم أعراض التصلب اللويحي هي الشعور بوخز أو تنميل في الأطراف، وخلل في التوازن، وضعف أو تشنج في العضلات، وتشوش بالنظر أو الرؤية أو ازدواجية أو عدم تمييز الألوان، وضعف وإجهاد سريع، وصعوبة في الكلام، وتأثر الذاكرة والقدرة على اتخاذ القرار. وعن العلاج خلص قانديه إلى القول: العلاج لم يعد مستحيلًا؛ إذ تهدف التدابير العلاجية المتاحة بشكل أساسي إلى إبطاء وتيرة تقدم المرض، بالإضافة إلى منع ظهور المضاعفات المرضية بشكل عام، ويتألف نهج العلاج التحفظي أدوية الكورتيكوستيرويد، والأدوية المثبطة للمناعة، ومرخيات العضلات، ومسكنات الألم، والعلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي. ومن الجانب النفسي، تقول الاستشارية النفسية الدكتورة هويدا الحاج حسن: إن التعامل مع التصلب اللويحي في الوقت الحالي أصبح أكثر سهولة من السابق؛ بفضل الثورة العلمية التي أدت إلى وجود خيارات علاجية متعددة، وذات فعالية عالية في التحكم بنشاط المرض، مما جعل خيار العيش في حياة طبيعية وصحية ممكنًا للمصابين بهذا المرض، مؤكدة أهمية التشخيص المبكر لحالات التصلب، حتى يتمكن الطبيب المعالج من بدء العلاج المناسب لتفادي حدوث أي مضاعفات مستقبلية للمرض. وقالت: إن الحالة النفسية مهمة جدًا لمريض التصلب المتعدد، حيث إن تدهور الحالة النفسية قد يؤدي إلى المضاعفات، ومنها زيادة احتمالية حدوث الهجمات، والتعرض للإرهاق الزائد، وتعرض المريض للأعراض بصورة أعنف، وتقليل استجابة الجسم للأدوية المستخدمة في خطة العلاج، كما أن تدهور الحالة النفسية يزيد الحالة الذهنية سوءًا ويقلل التركيز، وقد يعطي إِيحاءً خاطئًا بوجود هجمة، وهذا ما يسمى بالهجمة الكاذبة بسبب ضغط عصبي أو نفسي شديد، وهناك اضطرابات نفسية أخرى ترتبط بمرضى التصلب المتعدد مثل اضطرابات النوم والذاكرة والتغيرات الطارئة في الشخصية. وأكدت د. هويدا في ختام حديثها: يمكن للمريض التعايش مع مرض التصلب اللويحي وتخفيف حدة أعراضه، ولكن هذا يعتمد على وقت اكتشاف الإصابة بالمرض وكذلك سرعة البدء في العلاج، لذلك نوصي عند ملاحظة أي من أعراض التصلب اللويحي يجب فَوْرًا التوجه للطبيب لمنع التعرض لمضاعفات هذا المرض، التي يمكن أن تصل إلى مضاعفات متطورة.