يُعدّ أخذ الذات إلى تحمُّل المشقّات وإقحامها في التحدّيات و جعلها قادرةً على تحمّل المشقّة جهداً و حملاً كبيراً على عاتق الفرد فيجد ذاته يخوض التجارب المختلفة آملًا في تحقيق ذاته وهذه هي الغاية التي ترنو إليها الذوات السامية التي تريد أن ترتقي بذواتها و تصنع لأنفسها أمجاداً متواصلة ولكن يجب أن لا يخفى علينا أنه لكل شيء قانون كذلك الجهد لديه قوانينه في طبيعة الحياة برمّتها و قد تكون نسبة الجهد عالٍ جداً مقارنة بالنتائج التي قد تكون ضئيلة جداً مقارنة بالجهد بالمبذول و هذا أمر طبيعي للغاية للأشخاص الذين لديهم رغبة جامحة في الوصول و لكن قد تتسبّب ضآلة الإنتاج بعدة مشكلات للفرد وقد تقلّ رغبة الفرد في الإستمرار بسبب أنه إستهلك طاقته الإنتاجية و النفسية كلها في تحقيق الأهداف نتيجة عدم تحقيقه إلّا جزءاً بسيطاً من منظومة أهدافه و في الحقيقة على الفرد أن يعي أن منظومة أهدافه لن تنهار بسبب بطء الوصول و هذه الجهود المهدرة ما هي إلًا فرص على الفرد إستغلالها. إن إستغلال الجهود هذه و الأفكار و الخطط والبرامج التي فشلت و تحويلها الى جهود معكوسة تنعكس إيجاباً على الفرد و ذلك من خلال دراسة و معرفة الأسباب التي أدّت الى عدم تحقيق المطلوب على النحو المخطط له و الأهم معرفة أن التوقّف هنا أكثر ضرراً على الذات من الجهود الضائعة. إن إطالة الندم على كل الأهداف التي لم تتحقق و ندب الحظ عليها ، ماهي إلّا وسائل فتّاكة تدمّر العقل المنتج و تجعله محبوساً عند مراحل متقدمة من اليأس و تدريجياً يفقد الإنسان قدرته على التخطيط السليم و يجب التعامل مع الجهود المهدورة على أنها جزء يغذّي جوانب أخرى و جعلها وقو داً يدفعنا إلى الإستمرار والإستمرار فقط و عدم الإستسلام دون تحقيق المُراد.