يظل الحب لغزاً معقّداً يتطلب الكثير من الجهد للحفاظ عليه؛ فى السابق كان كلمة حب تعكس إحساساً بالألفة والسكينه والأمان؛ وحتى عند الفراق كانت صورة الفراق صورة هادئة برغم أنها تعصف بالقلب لكنها ظلت صورة ممزوجة برائحة الذكريات والتقدير؛ اليوم أصبح الحب كلمة أو تعريف مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالتدمير ورائحة الدم وصرخات الإستغاثة بدلاً من الإشتياق! اليوم قد يكلفك الحب روحك؛ ففى السابق كان يمكن أن تستعين ببعض الصور القديمة أو الورود المحتفظ بها داخل صفحات أحد الكتب لتتذكر من تحب؛ أما الآن ومع تغيّر مفهوم الحب وإنعدام السبل الحقيقية للوصول لحقيقة الحب ، أصبح من السهل جداً تحوّل المحب بين ليلة وضحاها إلى قاتل يقبع خلف الأسوار إنتقاماً من الحبيب الذى رفضه أو قرر إنهاء تلك العلاقة بأى شكل من الأشكال. أحد المشاهد التى كان لها صدى بالنسبة لى هو تفاصيل الجرائم الأخيرة بين شباب الجامعة فكلها كانت التجسيد الحقيقى لفكرة تشكيل السلوك الإجرامى للشخص الذى تدخله إلى عالمك الخاص بصفته أحد الزملاء ثم يتحول بين ليلة وضحاها إما لعاشق مجنون أو قاتل لا يرحم؛ وهنا نحن أمام حالة إستحقاق فريدة من نوعها ولا أحد يستطيع تفسيرها بشكل مُرضٍ فلا أعلم ما هى فكرة التملّك التى تجعل الشاب يتعامل بنرجسية مع الضحية ويضعها أمام خيارين إما الحب أو القتل؟ يقولون أن الحب يتغلّب على كل شيء؛ مقولة راسخة قد تسمعها كثيراً فى قصص الحب. بالنسبة لى يمكن أن أقبل بأن الحب يمكن أن يتغلّب على كل شيء ولكن لا يمكن إنكار أن الكُره يمكن أن يملأ مكان الحب ويمده بقوة أكثر بطشاً من أى شيئ آخر؛ فعدم تقبّل فكرة الرفض وإختزالها بأن رفضك يعنى بأنك شخصٌ غير مؤهل لمشاركة أحدهم الحياة أو أنك بنظر المجتمع ذو وصمة عار ستلاحقك أبد الدهر، يخلق طاقة غضب هائلة تنفجر بالجميع وتترجم فى جرائم تدمّر حياة الشخص قبل أى أحد.