بينما يستأنف طرفا الصراع في السودان، المحادثات في جدة بشأن كيفية تنفيذ خطط إيصال المساعدات الإنسانية، أدانت وزارة الخارجية السودانية، أمس (الأحد)، بأشد العبارات قيام قوات متمردي ميليشيا الدعم السريع الإنقلابية، بالهجوم والدخول عنوةً إلى مستشفيات جبرة وأحمد قاسم للقلب والكلى، وذلك بالإعتداء على الكوادر الطبية وإرهاب المرضى وسرقة سيارات الإسعاف، الأمر الذي أدى بإدارات المستشفيين لاتخاذ قرار نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى آمنة. وشدّدت وزارة الخارجية على إدانتها للسلوك الإرهابي البربري بخرقها للهدنة وانتهاكها لحقوق الإنسان باستهدافها المرافق الصحية، داعية المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ووسطاء اتفاق جدة لإدانة سلوك قوات ميليشيا الدعم السريع المتمردة الانقلابية بأشد العبارات ووصمها بالمنظمة الإرهابية وتحميلها المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام آليات العدالة الوطنية والدولية. وفي آخر التطورات الميدانية، اندلعت اشتباكات عنيفة صباح أمس بين الجيش وقوات الدعم السريع في أم درمان ووسط الخرطوم، وسط غارات عنيفة للطيران الحربي، فيما حذّر حزب المؤتمر السوداني من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية شاملة، مع غياب أجهزة الدولة، ودعا إلى التنفيذ الفوري لإعلان جدة الذي وقّعه ممثلو الجيش والدعم السريع مؤخراً. وقال الحزب في بيان، إن ميليشيا مسلحة شنّت هجوما على مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور، تسبّب في سقوط عدد من الضحايا المدنيين. ومع تجدّد الإشتباكات، مدّدت سلطة الطيران المدني في السودان إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران حتى نهاية الشهر الجاري، وقالت الهيئة في بيان لها، إنه تقرّر تمديد إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران حتى 31 مايو. وتستثنى من ذلك رحلاتُ المساعدات الإنسانية ورحلاتُ الإجلاء بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات المختصة. وتتواصل تداعيات الحرب الدائرة بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتزداد معها معاناة المواطن السوداني. واتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بخرق إعلان جدة عبر استخدامها المدنيين دروعاً بشرية والمساكن والمرافق العامة كمنصّات للهجوم. وأشار بيان للجيش السوداني إلى استخدام المواطنين كدروع بشرية من قبل قوات الدعم السريع، الذين يتخذون من المساكن والمرافق العامة منصّات للهجوم على قوات الجيش. وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع دخلت كطرف في الصراع القبلي في ولاية غرب دارفور، وقصفت عدداً من القرى ما أدى إلى سقوط قتلى. ويشهد السودان إشتباكات منذ منتصف أبريل الماضي بين قوات الجيش والدعم السريع بعد إنهيار محادثات الإتفاق الإطاري.