عندما نفكر في تناول نوع معين من الطعام، فإننا غالباً ما نركز على أن يكون طعمه شهياً وكيف نحصل على متعة في تذوقه، متجاهلين الدور الذي يلعبه في مساعدة أعضاء الجسم على العمل بالشكل الأمثل. فما يجهله الكثيرون هو أن نوعية الأطعمة التي نختارها، تلعب دوراً مهما في تزويد أجسامنا بالطاقة والنشاط أو على العكس تزيد من مستويات الكسل والخمول لدينا، حيث أن تناول بعض أنواع الطعام بكميات زائدة، تدفع بالجسم إلى إفراز هرمونات تؤدي الى الشعور بالكسل والإرهاق، بحسب أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية في أميركا. تأثير هرمون السيروتونين تقول أخصائية التغذية ساندرا عقيقي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": إن ارتباط الخمول ببعض أنواع الطعام هو أمر أكده العلم، فمثلاً تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على الكثير من البروتين، مثل الدجاج والسمك والحليب والبيض والصويا، يؤدي إلى إفراز التريبتوفان وهو حمض أميني يجعل الجسم يفبرك مادة أو هرمون السيروتونين، الذي يلعب دوراً رئيسياً في التأثير على بعض وظائف الجسم مثل المزاج والنوم أي خلل بإفراز هرمون السيروتونين يؤدي إلى خلل في نمط النوم لدى الانسان، ويبرز خمولاً وكسلاً. هضم الأطعمة التي تحتوي على دهون وتضيف عقيقي: المعكرونة والأرز والخبز الأبيض والأطعمة التي تحتوي على دقيق تكون تلك الغنية بالنشويات، إضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على الكثير من السكر، ترفع السكر في الدم، وبالتالي وفي حال لم تكن مستويات الأنسولين في الجسم كافية لتنظيم السكر في الدم تظهر عوارض الخمول والكسل عملية الهضم التي تحدث بعد تناول الطعام، تلعب دوراً في زيادة مستويات الخمول والتعب، خصوصاً إذا كانت وجبة الطعام دسمة وكبيرة، فعملية هضم الأطعمة التي تحتوي على دهون، تحتاج إلى الكثير من الوقت ما يستنزف طاقة الجسم. عناصر تقلل طاقة الجسم وتشرح عقيقي: إنه بسبب طبيعة الحياة العصرية، بات الناس يبحثون دائماً عما يعزز مستويات الطاقة لديهم، دون أن يدركوا أن تصرفاتها هي المسبب الأول لهذا الشعور. انشغالات العمل اليومية، وعدم القدرة على ممارسة الرياضة، وعدم الاعتماد على نظام غذائي صحي، جميعها عناصر تخفف من مستويات الطاقة في الجسم وتسبب خمولاً. التركيز على كمية ونوعية الطعام من جهتها تقول جمانة البشيتي وهي أخصائية تغذية علاجية في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن: سبب شعور المرء بالخمول بعد الأكل يعود لأمرين، هما كمية ونوعية الطعام الذي يتناوله. الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدسم كالمقالي والبرغر والبيتزا، لا يهضمها الجسم بسهولة، فتبقى لفترة في الجهاز الهضمي وتؤدي إلى الشعور بالخمول، إضافة إلى اللحوم الحمراء الدسمة والغنية بالدهون، التي يشعر المرء بعد تناولها بالتعب والنعاس. أطعمة تمدنا بالطاقة ثم تسبب خمولاً وتضيف البشيتي إن هناك أطعمة تمد الجسم مباشرة بالطاقة، ثم تتسبب بهبوط شديد بمستويات السكر في الدم، وهي السكريات أو النشويات المصنّعة والمكررة، كالخبز الأبيض حيث أن زيادة تناول هذه الأنواع من الأطعمة، يتسبب بالخمول بعد فترة، لأن الجسم يكون قد حاول السيطرة على السكر بالدم لكنه خفضه زيادة عن حاجته. جسم يمتص الفيتامينات في وقت راحته وبحسب البشيتي فإن: الشرب مع تناول الطعام، يسبب أحياناً انتفاخاً أو عسر هضم، ولذلك فإنه من الأفضل أن يتم تأجيل المشروبات إلى ما بعد الأكل بقليل. ضرورة تناول الطعام بروية لتفادي الشعور بالخمول. عدم تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، حيث يصبح الجسم مجبراً على هضم الأطعمة وامتصاص الفيتامين والمعادن، وهو في حالة من تعب وبحاجة إلى الراحة.