خضعت صورة الهند لتغيير هائل وتبقى على مسار التوسع والنفوذ المتزايد على المستوى العالمي خلال العقد الماضي كما شهدت الهند زيادة هائلة في قدراتها الدفاعية وتحسناً كبيراً في اجراءات القضاء على حدة الفقر ونتيجة ذلك شهد العقد الماضي انخفاضاً كبيراً في حوادث الإرهاب وأوضاع القانون في المناطق الحدودية للبلاد . وفي هذا السياق قال بيان صادر عن وزارة الخارجية الهندية مؤخراً " أنه من أجل جعل كل مواطن هندي يشعر بمزيد من الأمان ، فقد تم تعزيز البنية التحتية في المناطق الحدودية دفعة قوية من خلال انشاء أكثر من 15000 جسر على الحدود الهندية الصينية وحدها" بالإضافة إلى المشتريات واسعة النطاق مثل الصواريخ الجوية ( S-400 ) من روسيا إلى غواصات من طراز (Shishumar ) من ألمانيا كما شهدت الهند ترقية كبيرة في صناعة الأسلحة المحلية مثل ( K9 Vajra, Dhanush and Sharang guns ) على حد قوله . من المعلوم أنه على الرغم من اعتماد التاريخي للهند على دول أخرى لشراء الأسلحة الدفاعية وهي تمكنت الآن من الصعود إلى افضل 25 دولة مصدرة للأسلحة في العالم وهي قطعت شوطاً طويلاً فيما يتعلق بالنمو الإقتصادي والتنمية وبعد استقلال الهند في عام 1947، وهي كانت دولة اقتصاداً زراعياً بشكل رئيسي مع انخفاض مستويات التصنيع مع ذلك أن الهند خلال العقود القليلة الماضية ، تحولت إلى اقتصاد نابض بالحياة يتميز بقطاع خدمات قوي وكذلك قطاع تصنيع مزدهر وبيئة نامية للشركات الناشئة. شهدت الهند نمو ناتج الداخل الإجمالي GDP بمعدل متوسط بمقدار 7% خلال العقد الماضي مما يجعلها أسرع اقتصاد كبير نمواً في العالم وفي عام 2020 على الرغم من جائحة كورونا (كوفيد 19) ، تقدر نمو الناتج المحلي الإجمالي في الهند بواقع 10.5% مما يجعلها الإقتصاد الكبير الوحيد والذي سجل نمواً ايجابياً في ذلك العام في حين أنها أحرزت تقدماً كبيراً في الحد من الفقر حيث انخفض معدل الفقر في الهند من 45% في عام 1993 إلى 7.6% في عام 2021 وتسير البلاد على المسار الصحيح لتحقيق الهدف التنموي المستدام للقضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030م. على الصعيد المحلي، بدأ عام 2023 بآمال جديدة في مستقبل مشرق لا سيماً بالنسبة لتلك الأسر البالغ عددها 70000 اسرة حيث تم استقطاب افراد أسرهم ليكونوا جزءاً من مختلف الجهات الحكومية والمنظمات وفي خلال الستة أشهر الماضية ومنذ أكتوبر 2022م، تم تعيين 200000 شاب كجزء من حملة التوظيف التي قامت بها مختلف الإدارات الحكومية بمناسبة معرض التوظيف في البلاد. وعلى الصعيد الدولي ، نمت الهند في مكانتها من خلال شراكات مختلفة مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية وتحالف بنية الكوارث المقاومة وغيرها من الإتفاقيات الدولية بالإضافة إلى ذلك فإن الشراكة الإستراتيجية المهمة لمجموعة الكواد ( QUAD ) مع الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان واستراليا والتي أكدت ضمان وجود حماية كافية لمصالح الأمن الهندي في ظل التهديد عبر البحار. وفي الوقت نفسه وبدراية كاملة بواجباتها ومسؤولياتها، تمكنت الهند من مساعدة دول أخرى في جهود الإجلاء من أوكرانيا المنكوبة بالحرب وكذلك أثناء تفشي الوباء من خلال مبادرة توريد لقاح " لقاح مايتري" كما تمكنت الهند والتي كانت تعتمد سابقاً على العالم للأسمدة ونقصها اصبحت الآن قادرةً على التطور مع تغليف النيم لليوريا والنانو يوريا المزيج ولم يعد المزارعون يعانون بسبب السيطرة على السوق السوداء لليوريا إلى حد كبير مما يوفر الراحة الكبيرة للقطاع الزراعي والقطاعات المرتبطة به. بالإضافة إلى ذلك ، أن الخيط المغزول يدوياً يسمى Khadi وصناعة الحرف اليدوية الآخرى اصبحت دعامة قوية لللإعتماد على الذات حيث استطاعت الهند نقل منتجات من الخيط المغزول يدوياً والحرف اليدوية إلى السوق العالمية. من المعروف تقليدياً كانت الهند مجتمعاً أبوياً، ينتشر فيه التمييز القائم على الجنس حاضراً بأشكال مختلفة مع ذلك لوحظ في السنوات الأخيرة أن الهند حققت تقدماً كبيراً في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. في حين نفذت الحكومة الهندية تدابير مختلفة لتمكين المرأة مثل مشروع " بيتي باشاو بيتي برهاو" يعني " احم بناتك علم بناتك " وهذا المشروع يهدف إلى تحسين نسبة الجنس من خلال تعزيز التعليم للفتيات واليوم تسير الهند على درب التقدم والتمكين وهناك آمال كبيرة نظراً لتوافر الإمكانات الهائلة للهند أن تكون قوة عظمى عالمية ونموذجاً للتنمية الشاملة والمستدامة وعلى ضوء ذلك يجب على الحكومة والمجتمع المدني العمل معاً لضمان أن يكون التقدم في الهند شاملاً ومستداماً لكي يستفيد منها جميع شرائح المجتمع في البلاد.