الموت هو نهاية الدنيا وبداية الحياة الآخرة بمعنى خروج الروح وزوالها من الكائن الحي لتصعد الى السماء ويبقى الجسد في الأرض ليدفن بها وذلك لأن الإنسان كَجَسَدٍ خلقه الله من طين الأرض لذلك يبقى في الأرض أما الروح فأنزلها الله من السماء فتصعد الي السماء. هكذا هي الحقيقة الراسخة ومصيبة الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات والاحباب والأصدقاء فهو الزائر المنتظر لكل كائن حي فكل جسد حي سيموت وكل ذي روح سيشرب من كأس الموت ويتذوقه بموت موعود وأرض محددة بساعتها المكتوبة وبسببها الذي يؤدي الى الموت. فسبحان الحي الدائم الباقي الذي يميت ولايموت. ولكن هناك أسئلة حائرة تحدثت بها مع نفسي مما شاهدت ولاحظت أولها هو أن يشعر الإنسان بدنو أجله وموته وهل هناك أشهر في السنة وأيام معينة يكثر فيها الموت؟ وبعد بحث في الأقوال لم نجد تأكيداً للإجابة بل كانت الإجابة بين الشعور واللا شعور، فالموت أمر غيبي بيد الخالق مهما جزمنا بذلك وليس للموت أشهر يكثر فيها كذلك، رغم أن الاختلافات موجودة لكنها لا تؤكد ذلك يقيناً وخاصة الأشهر التي قبل رمضان وتحديداً شهر شعبان وذلك لانه ترفع فيه الاعمال الى رب العالمين .. لذلك وفي هذه الحالة على المسلم من دعاء اللهم بلغنا رمضان. لذلك كلما ذكر الموت قلت سبحان الدائم الذي لا يموت وتذكرت المثل المتداول الذي يقول جاك الموت يا تارك الصلاة وهذا ينقلنا الى سؤال آخر: هل يشاهد الميت ملك الموت؟ نعم يشاهده وهو قادم لينزع ويخرج روحه من جسده، وهذه حقيقة ثابتة علمياً وكذلك قد يلاحظها من كان عند ميت يحتضر فيشاهد كيف تتغير دقائقه الأخيرة حتى تخرج الروح. والسؤال الأخير عن الموت هل نخاف من الموت؟ الجواب يجب ألا نخاف من الموت لأنه مصيبة منتظرة لابد منها، ولكن يجب أن نستعد للانتقال من الحياة الدنيا الفانية الى الحياة الأبدية وذلك بالتزود بكل أعمال صالحة تسرنا أن نعلنها على الجميع يوم تكشف فيه كل الاسرار فالحق أبلج وواضح وصريح. والله أعلم. (وإنا لله وإنا إليه راجعون). وعظم الله أجرنا ورحمنا برحمته التي وسعت كل شيء. وقفة: الموت كأس وكل الناس شاربه والقبر باب وكل الناس داخله