سبحان الحي الذي لا يموت المبدئ المعيد المحيي المميت ففي بداية الخلق قبض الله قبضته من الأرض فخلق وصور الإنسان ونفخ فيه الروح ولما يقضي الإنسان أجله يذهب الجسد إلى حيث خلق الأرض وتذهب الروح إلي بارئها «إنا لله وإنا إليه راجعون» إنه الموت الحقيقة الصعبة المنتظرة إنه الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات والواعظ الصامت فكل نفس ذائقة الموت فسبحان الحي الذي لا يموت ولن يبقى أحد على الأرض فكل من عليها فان فالموت المصيبة التي لا مفر منه مهما عشنا أو ذهبنا أو تقدم الطب وأعظم مصيبة مرت علينا مصيبتنا في وفاة خير من مشى على الأرض وطلعت عليه الشمس نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فعندما نتذكر ذلك تخفف عنا من مصيبتنا في المصاب الجلل وفي فجيعتنا الكبيرة وكذلك فعندما يقول لنا المعزون عظم الله أجركم فيجب أن نستشعر معنى الكلمة وكيف يكون أجرنا عند الله الكريم الذي أوجد الموت وعظم أجر الصابرين المحتسبين الأجر من الله وجعل الحزن في القلب والنسيان من طبع الإنسان فالدنيا ماهي إلا ممر، فلقد سمعت أحد كبار السن ذهب يعزي فجلس مع أهل الميت وإذا الحزن يخيم على الناس فقال لماذا هذا الحزن لو هذا الميت قدم لي ضيف لأكرمته فما ظنكم وهو ذاهب إلى منبع الجود والكرم الذي وصف ذاته جل جلاله بالكريم فأكيد انه سيكرم ضيفه، لكن علينا حسن الظن بالله فالله تقدست أسماؤه الرحمن الرحيم اللطيف الكريم الودود الحكيم التواب العفو الغفور سبحانه جل جلاله فالله أسأله أن يعظم أجرنا وأجر كل سكان الوطن في مصابهم الجلل و»إنا لله وإنا إليه راجعون» وان العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا إننا على فراقك يا نايف لمحزنون. املج 0554551289 [email protected]