اختتم المؤتمر السنوي السادس لطب وجراحة السمنة، برنامجه بين ندوات طبية وأوراق عمل علمية. وتَضَمن البرنامج جلساتٍ عدةً شارك فيها متحدثون محليون وعالميون سلطت الضوء على أحدث التقنيات الحديثة لعلاج السمنة. وصاحَبَ المؤتمر عددٌ من ورش العمل، وتم استقطاب عدد من المتحدثين من داخل المملكة وخارجها في أكثر من 100 محاضرة و13 جلسة علمية و3 ورش عمل، على مدى 3 أيام؛ كلها تتعلق بالسمنة وعمليات السمنة والتدخلات والإبر والبالونات والكبسولات الذكية، كما كان هناك عرض مباشر ل"روبوت" يقوم بإجراء العمليات الجراحية وغيرها. واختصت الجلسة الأولى بآخر ما توصلت إليه جراحات السمنة، كما تَضمنت مناظرةً بين الجراحين عن عدة موضوعات مثل عمليات التكميم الجديدة والجهاز الجديد حزام المعدة الطولي، وعمليات جراحة السمنة مع وجود فتق بالبطن. وخُتمت هذه المحاضرة بآخر ما توصلت إليه الدراسات فيما يخص علاج السكري النوع الثاني وكيفية التعاون بين أطباء الغدد الصماء وجراحات السمنة؛ للاستفادة من هذه العمليات عندما يحتاجها المصاب بالسكري بناء على الإرشادات الحديثة في هذا الجانب. وشهدت المحاضرة الثانية التي رأستها الجمعية الخليجية لجراحات السمنة حضورًا مميزًا من سلطنة عمان والكويت والإمارات، وسُلّط فيها الضوء على النظام القضائي وكيفية التفريق بين الأخطاء الطبية ومضاعفاتها، كما تم التطرق فيها إلى التغييرات الجديدة في النظام السعودي والكويتي والعماني من حيث التعامل مع قضايا الأخطاء الطبية. أما الجلسة الثالثة فقد تناولت أبرز الاختراعات الجديدة والمتميزة فيما يخص عمليات إنقاص الوزن قليلة التدخل بمشاركة محاضرين من أمريكا وإسبانيا وكندا والدول العربية. وكشفت المحاضرة الأخيرة عن دراسات تخص علاقة مرض السمنة بأمراض السرطان والقلب وكبيري السن أو من يعانون أيضًا من ارتفاع ملاحَظ في معدل كتلة الجسم لديهم وأمانها على هذه الفئات المذكورة. واختُتمت الجلسات بطرح 24 ورقة علمية سعودية عن حالات سعودية مجربة وناجحة من جميع أنحاء المملكة. من جهته أعرب البروفيسور عائض القحطاني رئيس الجمعية السعودية لطب وجراحة السمنة، عن شكره وتقديره لكل المتحدثين وخاصة الدوليين منهم والعرب والخليجيين الذين تَكبدوا عناء السفر للمشاركة، كما شكر أعضاءَ اللجان المنظمة للمؤتمر وفريق العمل. وحذّر البروفيسور عائض القحطاني، من أن السمنة هي وباء العصر وتقتل أكثر من مليونين وثمانمائة ألف شخص سنويًّا؛ لذلك يجب أن تتكاتف الجهود لمحاربة هذا الوباء. وأوضح أن الجمعية السعودية لطب وجراحة السمنة هي أحد الجمعيات العلمية المهتمة بهذا الأمر في الجانب الطبي والجانب الجراحي والتي تسعى دومًا في العمل على عدة محاور؛ منها الاهتمام بتثقيف وتوعية المجتمع من حيث الوقاية، وطرق العلاج السليمة والمعتمدة عالميًّا، وتنمية قدرات المختصين في علاج السمنة في كل تخصصاتها؛ ومنها الطب الباطني وعلاج وجراحات السمنة والمختصين في التغذية العلاجية، وكذلك استشاريو وأطباء الجهاز الهضمي والرعاية الأولية وأخصائيو الغدد وأمراض السكري، فجميع تلك التخصصات تشترك في تقديم خدمات وقائية علاجية تثقيفية لمن يعاني من السمنة. جدير بالذكر أن المتحدثين العالميين المشاركين أعربوا عن إعجابهم الشديد بالتطور الملحوظ في المملكة العربية السعودية الذي شاهدوه في كل الأماكن التي مروا بها في العاصمة الرياض، حتى إن البعض علّق بقوله: "لا أصدق أننا في المملكة العربية السعودية".